يتردد على مسامعنا كثيرا أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح الذي يشع من داخل الإنسان ويصل وميضه إلى الآخرين حتى يستشعر المحيطون تلك الهالة الإيجابية التي تحتضن الجميع، والبعض يجزم بأن جمال الروح يفوق جمال الجسد، فالروح سباقة إلى اختراق جدار القلب وكفيلة بترك البصمة التي لا تغيب، أما الجمال الجسدي فهو نسبي وقابل للتزين، لكنه يبقى مهماً أيضاً.
من المعلوم أن جمال الروح يطغى على كل شيء ويعد وسيلة مهمة لنجاح التواصل مع الآخرين، ويعتمد هذا الجمال على ما يمتلكه الفرد من سمات شخصية وسلوكيات إيجابية محببة تجعل من الفرد جذابا ومقبولا، وهذا يعزز لدى الأشخاص فكرة أن التعامل مع من يملك جمال الروح أكثر مصداقية وأكثر راحة، لأن هذا الجمال حقيقي ونابع من الداخل وغير مزيف بالأقنعة، ولعل جمال الروح وسحر جاذبيتها يتمثل في أولئك الأفراد الذين يتميزون بالتسامح مع ذاتهم ويظهرون التسامح المستمر مع من حولهم حتى يظهر هذا التسامح على ملامحهم التي قد تبدو مريحة لدى البعض، لا يباتون وهم يشحنون صدورهم من الغل أو يلوثونها بالحسد والحقد، كما أنهم يمررون الكثير من المنغصات، ولا يقفون كثيرا عندها، يتشكل جمال الروح من طريقة التفكير التي تحتاج إلى جهد وربما لسنوات من الخبرة حتى يستشعر الفرد أهمية هذا الجمال المعنوي، ولا يعني هذا الجمال الانفصال عن الواقع الذي يحمل رتوشا ستؤثر بصورة أو بأخرى في التكوين، إنما قد تكون مرحلة يسعى الفرد لبنائها في ذاته من أجل أن ينعم براحة بال وسعادة.