كثيرا ما نتحدث عن أحوالنا وكلماتنا أحياناً ممزوجة بالتشاؤم المكبل بالخوف من المجهول، رغم قوة ومضات التفاؤل التي نحيا بها وعمق تمسكنا بالأقدار الجميلة التي تعيننا على البقاء بصورة أجمل على وجه الأرض، إلا أن الخوف رفيق يسامر أيامنا، وقد يبدو الخوف طبيعيا إذا لم يتحول لخوف مرضي يؤثر على مجريات الحياة. 
إن المتأمل في تفاصيل المخاوف يستشعر أن هناك معنى يثلج الصدور يتمثل في اللطف الخفي، والذي يأتي دائماً مهونا لكل الأفكار السلبية والمنغصات، فقد يداهم الروح وهج من الضياء وسط كل العتمة، يأتي هذا الوهج كحمامة سلام ترفرف على القلوب الحزينة وسط مصابها، إنها أقدار الله الحنونة التي تعين على الصبر وتشد على السواعد في محنها المختلفة وتساعد الروح على تجاوز مخاوفها.
يتجلى هذا اللطف الخفي من خلال الرحمات عند وقوع المصائب وبعدها، فكثيرا ما نكرر بعد استيعابنا الأحداث أنها قد تكون “خيرة”، فكم من مواقف جعلتنا نستجدي بالدعاء ونستشعر معنى الإيمان ونتأمل علاقتنا مع الخالق، بل أحيانا نؤكد أن معجزة حدثت بين كل الظروف، طيبت الخاطر، وغيرت الحاضر. 
إن اللطف الخفي إحدى النعم التي نعيشها، ونحتاج أن نتأمل هذا المفهوم العميق الذي يجعل سماءنا تهطل خيرا وسلاما وتفاؤلا حتى في أحلك الظروف، إننا نحتاج إلى كثير من الصبر والأمل في أيامنا القادمة والتي سنظل نرجو فيها أن يطالنا اللطف الخفي أينما ستكون مواقعنا في الأقدار. 
كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية