نحن نعيش أجمل شهور العام برفقة رمضان الذي يعد ضيفا عزيزا على نفوسنا، هذا الضيف الذي يغير ملامح النهار والليل، ويجدد أرواحنا بالدعاء والمناجاة، ولا عجب في هذا الشهر الذي يعد بمثابة مدرسة روحانية نكتسب خلاله الكثير من المعاني والقيم التي تضفي على أنفسنا المعاني الراقية من الحب والمودة والرحمة والتعاطف واستشعار نعم الله.
يأتي هذا الشهر مجددا لكل العزائم، طارقا أبواب الهمم التي تسير نحو الخير وفعل الخير، تشتد سواعد الأيادي التي تقدم المساعدة بشتى أنواعها، وكأن القلوب تسمو لتظهر أجمل ما لديها من حب وعطاء، تلك المعاني الجميلة التي تجدد الحياة وتهب الحياة ما هي إلا وسائل لإعادة تربية الذات وتزويدها بالقيم الإيجابية وتنقيتها من رواسب الفكر السلبي وتشتيتها عن منغصات الظروف ومداواتها بالذكر والدعاء. وتعد لحظات التأمل والتفكر في خارطة الحياة من أبواب تطوير الذات ومحاولة إكسابها بعض المهارات التي تقومها وتساعد على إضفاء رونق جديد، خصوصا إذا ما أخذ الفرد يراجع أفكاره وسلوكياته الأخيرة ويعمل على تقدير مدى الإنجاز الذي حققه مع نفسه ومدى الرضا عن الذات، خصوصا أننا دائماً أمام مطبات حياتية تحتاج أحياناً لجهاد كبير لكي نتجاوزها ونحل المشكلات ونيسر الأمور التي تعيننا على المضي دائماً وعدم الاستسلام، وفي أثناء رحلة المصالحة يجب عدم التركيز فقط على الجوانب المتعثرة، بل لابد من أن تمنح الذات تقديرها المناسب من خلال البحث عن تلك المواقف والإنجازات والمعاملات الإيجابية التي تعد زاد الذات السوية.
يتجدد رمضان في كل عام ونظل على أمل أن تتجدد معه أرواحنا لحال أفضل. 
* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية