تصاعدت المواجهات بين القوات الأميركية والمليشيات التابعة للنظام الإيراني في سوريا، وأطلقت هذه الميليشيات عدة صواريخ وطائرات مسيرة على قواعد أميركية في شرق سوريا، وجاءت هذه الهجمات رداً على الهجوم الانتقامي للقوات الأميركية على مواقع المليشيات الموالية لنظام الملالي، حيث أسفر هذا الهجوم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل 19 مسلحاً من المليشيات. رداً على هذا الهجوم، استهدفت القوات الأميركية مستودع أسلحة ومركز مراقبة لقوات المليشيات في شرق سوريا بطائرتين من طراز F-15. وفي أعقاب الهجوم الأميركي، استهدفت قوات المليشيات الموالية لنظام الملالي قاعدة تابعة للقوات الأميركية في حقل كونيكو للغاز شرق مدينة دير الزور السورية، وفي خضم هذه الأحداث، تطرح أسئلة كثيرة أهمها إلى متى سيستمر النظام الإيراني في التدخل في شؤون المنطقة؟
ليس هناك أي موضوع مهم يفرض نفسه بقوة على الصعيد الداخلي الإيراني وعلى الصعيد الدولي كما الحال مع موضوع التغيير السياسي الحقيقي في إيران، خصوصًا أن دور النظام وتأثيره قد تجاوز ليس الحدود الإيرانية فقط، إنما حدود منطقة الشرق الأوسط بحالها، بحيث جعل من قضية التدخلات الإيرانية في بلدان المنطقة، قضية تمس السلام والأمن والاستقرار على المستوى الدولي، لهذا فإنه وفي الوقت الذي يطالب فيه الشعب الإيراني بإلحاح بتغيير النظام، فإننا يجب أن نعلم بأن بلدان المنطقة والعالم تتطلع لإجراء تغيير سياسي في إيران يتم بموجبه وضع حد لهذه التدخلات.
السؤال هو: هل التغيير السياسي ممكن في إيران في ظل النظام الإيراني القائم على أساس نظرية ولاية الفقيه؟ من صدق ذلك فإنه لا يعلم شيئا عن أسس ومبادئ نظام ولاية الفقيه، فهذا النظام هو بمثابة حالة منغلقة على نفسها ومنعزلة عن العالم، فهو لا يقبل أي تغيير مهما كان شكله ونوعه وحجمه، ويؤمن بأمر واحد هو أن أفكاره ومبادئه هي الصحيحة ولا يمكن القبول بغيرها، معتبرًا إياها غير صحيحة ويجب رفضها جملةً وتفصيلًا.
الشعب الإيراني تم خداعه لفترة طويلة بشعارات الإصلاح والاعتدال وإيهامه بتحسين أوضاعه المعيشية، كما أن البلدان الغربية جرت أكثر من 3 عقود خلف سراب الإصلاحات والاعتدالات المزعومة واحتمال حدوث تغيير من داخل النظام.. لكن صار واضحًا بأن كل ما زعمه النظام بهذا الصدد كان محض كذب وخداع.
*كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني