تلقيت عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأحد أصحاب “السناب” المشهورين، وهو سعودي الجنسية، هذا الشخص يقوم كل عام خلال شهر رمضان المبارك بالتوجه إلى زنجبار، ويقوم بنفسه بمساعدة أشخاص هناك بتحضير وجبتي الإفطار والسحور لألف شخص من المحتاجين طوال هذا الشهر الفضيل.
من الأقوال المأثورة عن مساعدة الفقراء، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه “لو كان الفقر رجلًا لقتلته”. ألا تتفقون معي على أن هذا الشاب يستحق أن نرفع له القبعة بسبب هذه المبادرة الإنسانية الشجاعة، ولا شك أن هناك الكثير من الأمثلة والمبادرات الرائعة التي يقوم بها أشخاص أو جمعيات أو مؤسسات من المجتمع المدني حول العالم، لكن قصة هذا الشخص مجرد مثال للكثير من القصص الملهمة التي نحتاج إبرازها للجميع لتكون عبرة للآخرين لزرع ثقافة العمل الخيري والإنساني في قلوبهم .ولابد من الإشادة هنا ببرنامج “منا وفينا” الذي يقدمه تلفزيون البحرين خلال شهر رمضان، هذا البرنامج الذي أعتبره من البرامج التثقيفية والتوعوية الناجحة التي تلامس الحالات المرضية للكثير من الناس ومعاناتهم مع المرض كالمكفوفين، وأصحاب الهمم، ومرضى السكر، والشلل الدماغي.. وكيفية معالجة تلك الحالات وإيجاد الحلول لإدماجها في المجتمع بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص، ومن يتابع الحلقات اليومية يدرك جيداً أن عليه أن يشكر الخالق على نعمة الصحة والعافية.
كما لا ننسى الإشادة ببرنامج “أنا لها”، الذي أطلقته شركة (STC) بالتعاون مع وزارة الاعلام، وهو من البرامج الهادفة التي تسلط الضوء على ردود أفعال الأشخاص عندما يواجهون موقفًا معينًا في حياتنا اليومية، ما يعزز روح الولاء والانتماء ويبرهن معدن الشعب البحريني الأصيل في مواجهته أصعب المواقف من أجل تقديم يد العون، أو التصدي لأية ممارسات خاطئة ترتكب بمواقع مختلفة أو بما يسمونها بالعامية “الفزعة أو السنع”. 
هذه البرامج القصيرة تزرع ثقافة عمل الخير والاحترام والعمل بروح الفريق الواحد، فتحية لتلفزيون البحرين والقائمين على هذه البرامج الهادفة التي نتمنى لها الاستدامة طوال العام.
* كاتب وإعلامي بحريني