العدد 5289
السبت 08 أبريل 2023
banner
فضاءات لغوية رضي السماك
رضي السماك
“الإسلاموفوبيا” كيف ومتى ظهرت في الغرب؟
السبت 08 أبريل 2023

في منتصف الشهر الفائت احتفل العالم للمرة الثانية بـ “اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا”، والذي سبق أن أقرته الأمم المتحدة قبل عامين، و”الإسلاموفوبيا” مصطلح غربي أممي يُقصد به إشاعة الكراهية والرعب والرهاب ضد الإسلام والمسلمين، والتمييز ضدهم في التعليم والحصول على الخدمات والسلع، ومن ثم التعصب ضدهم والعداء لهم ونبذهم والإساءة إلى دينهم الإسلامي الحنيف، سواءً كانوا جزءاً من مكونات مجتمعاتهم الغربية أم مقيمين أو جاليات.
وحسب استطلاع للوكالة الأوروبية لحقوق الإنسان، فإن ما لا يقل عن 31 % من المسلمين في 2017 فقط تعرضوا للإقصاء عند بحثهم عن وظيفة، و42 % أوقفتهم الشرطة اشتباهاً في عام واحد على خلفية دياناتهم! بينما أقرت ألمانيا أن المسلمين هم ثاني مجموعة دينية تواجه النبذ في البلاد. 
مما لا شك فيه أن احتفال دول العالم بيوم مكافحة الإسلاموفوبيا هو مكسب مهم في أيدي المسلمين والعرب على خطى مكافحة هذه الظاهرة، سيما في ضوء إقراره من قِبل الأمم المتحدة واعتراف عدد من الدول الغربية بشيوع هذه الظاهرة العنصرية في مجتمعاتها كما أسلفنا. لكن هل يكفي تحديد يوم سنوي للاحتفاء به للحد من تلك الظاهرة؟
في تقرير لموقع BBC نُشر عشية الاحتفال الأممي بمكافحة الإسلاموفوبيا طرحت في نهايته أسئلة مهمة، لعل الإجابة عليها تشكل إجابة على سؤالنا المحوري أعلاه، وكانت على النحو التالي: هل يسهم تخصيص يوم عالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا في معالجة الظاهرة؟ وهل يجب أن يقتصر الأمر على احتفالات وكلمات من قِبل الدول الإسلامية أم أن الأمر يحتاج إلى عمل على الأرض؟ لماذا ظاهرة الإسلاموفوبيا تتزايد في المجتمعات الغربية؟ وما الذي يجب عمله للحد منها؟ ما الذي يجب أن تفعله الحكومات الغربية من جانبها للحد منها؟ 
لكننا نتساءل هنا من جانبنا بادئاً ذي بدء: متى تبدت وأخذت تتسع الإسلاموفوبيا لتتحول إلى ظاهرة؟ هل كانت الظاهرة معروفة ومنتشرة مع طلائع الموجات الأولى لهجرات العرب والمسلمين خلال القرن التاسع عشر؟ أم أنها ظهرت تدريجياً خلال موجات الهجرة الثانية منذ أواخر السبعينيات حتى تحولت إلى ظاهرة في وقتنا الحاضر؟ هذا ما سنوضحه في المقال القادم.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية