عشرات الأعمال التلفزيونية تم إنتاجها خصيصا لشهر رمضان المبارك، غالبيتها مسلسلات وبرامج ترفيهية، تعج بها القنوات الفضائية، ربما لأن أجواء الشهر الفضيل تفرض نمطا سلوكيا على الناس يجعلهم متسمرين أمام شاشة الفضية، يتابعون خلالها القصص والحكايات الدرامية التي تشتغل على تنفيذها شركات الإنتاج الفني طوال السنة على أمل الحصول على إعجاب المشاهدين في الموسم الرمضاني الذي يعتبر الأكثر متابعة على الإطلاق!
ولن نذهب بعيدا عن “الدراما” حتى وإن كنا نتحدث عن الرياضة في هذه المساحة، فنحن على موعد مع مباراة كروية في 7 أبريل الجاري، تجمع بين الأهلي والحالة، في نهائي نادر الحدوث على كأس جلالة الملك المعظم، وهذا بحد ذاته كسر لروتين النهائيات الاعتيادية التي تعودت أن تختتم بها هذه المسابقة الغالية حلقتها الأخيرة، وربما يتفوق النهائي المرتقب يوم الجمعة على مخيلة المخرجين والكتاب الطامحين في ابتكار نهاية مشوقة يقفلون بها مسلسلاتهم!
لكن كيف يمكن أن تكون نهاية حكايتنا نحن، أمام فريقين كل واحد منهما يبحث عن بطولته التائهة في غياهب التاريخ؟ فالأهلي حصل آخر مرة على لقب كأس الملك المعظم قبل 20 سنة، والحالة مضى على آخر تتويجه له 42 سنة، وذلك لأن المحرق تخصص في أن تكون الحلقة الأخيرة من نصيبه في 33 سنة، ولم ينازعه عليها إلا الرفاع في 8 مرات والأهلي 7 مرات وعدا ذلك لم يقو إلا الحالة والنجمة والرفاع الشرقي على الفوز بـ 3 ألقاب، والبحرين بلقبين، وبقية الأندية مجتمعة اكتفت بلقب وحيد!
لذلك، فإن لقاء الأهلي والحالة في نهائي أغلى الكؤوس، يعد حالة نادرة وفرصة لا تعوض، وسيسعى كل فريق لأن يفرد عضلاته، وينقض على أغلى الكؤوس بكل ما أوتي من إصرار وعزيمة، فليس من السهل على أي فريق أن يفرط في شرف الحصول على لقب كأس الملك المعظم، وخصوصا مع زيادة المكافأة المالية بحصول البطل على 100 ألف دينار والوصيف 50 ألف دينار.
ومهما يكن الفائز باللقب الأغلى فإنه يستحقه، فلم يكن الطريق معبدا بالزهور، لقد خاض الحالة والأهلي مباريات قوية، واستطاع كل منهما أن يتغلب على عقبات صعبة، وأخرجا أبطالا لا يشق لهم غبار، فالأهلي أزاح الرفاع والنجمة والشباب، أما الحالة فقد تجاوز المنامة والحد والتضامن، ولا تسألني عن موقع المحرق في هذه النسخة لأنه ودع باكرا على يد غريمه الرفاع!