العدد 5281
الجمعة 31 مارس 2023
banner
المسلسلات الخليجية... سوق لاستعراض الانحطاط
الجمعة 31 مارس 2023

للدراما مضامين صادقة تخدم قضية الإنسان، وتعبر عن نوازعه الخيرة، ولها شروط وقوانين تدخل في مسار التطور الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع، كما أنها تدخل في تشكيل ثقافة وهوية البلد، لكن مع الأسف معظم الفضائيات الخليجية غاب عن بالها أن “التلفزيون” ليس جهازا للخاصة، وأن ليس هناك أضجر على نفس المشاهد من عمل درامي سخيف فاشل خال من المضمون والهدف.
والواقع أن كل برامج التلفزيون يمكن أن يكون لها أثر في التكوين الثقافي للفرد والمجموع، سواء كانت برامج للأطفال أو العائلة، أو كانت حلقات مسلسلة أو برامج متصلة بالأحداث الجارية، وسواء كانت تمثيليات أو برامج ترفيهية تنشر مجرد التسلية، بل إن مثل هذه البرامج خليقة بأن تترك أثرها الثقافي في الفرد والمجموع بطرق غير مباشرة بأكثر مما تفعله البرامج والدراسات والندوات الجادة المتصلة اتصالا مباشرا بالأدب أو الفن أو العلم.
لا أعرف سبب هذا الكم الهائل من المسلسلات الخليجية التافهة التي تغص بها الفضائيات خلال هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، وما هو دور الجهات الرقابية في دولنا التي منحت التراخيص لمثل هذه الأعمال الشبيهة بإعصار من الانحطاط والفجور، أو المخلوق الغريب الذي يكافح لكي ينتشر في المجتمع.. ألا تسمعون ما يقال فيها من ألفاظ نابية قذرة، وتشاهدون الأبدان المدججة بالعري وكأننا في سوق لاستعراض أكبر السلع والخدمات المجانية للسلوك المنحرف.
كيف يتم تمرير هذا الواقع المريض والأفكار لكتاب – وكاتبات - “باستثناء بعض الأسماء المحترمة وهي معروفة” ليست لهم أية علاقة بالممارسة الإبداعية وينطقون باسم الاستهلاك والمادة، فكل شيء واضح على اعتبار أن الإنتاج لا تهمه إلا المادة بحكم السلطة، بل وأخطر من ذلك، نجد الإنتاج ينطق باسم الإخراج، فلا صوت للمخرج أمام سلطة الإنتاج المادية، ولا صوت للمشاهد أمام سلطة الاستغلال المادية كذلك.
لن أكون مبالغا إن قلت إن الكثير من المسلسلات الخليجية تساعد على الانحراف وضرب القيم والسلوك والأخلاق وعلى مرأى من الأجهزة الرقابية.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية