العدد 5263
الإثنين 13 مارس 2023
banner
مجـرد رأي كمال الذيب
كمال الذيب
تطبيع العلاقات مع إيران هل يفتح صفحة جديدة؟
الإثنين 13 مارس 2023

كما كان متوقعا، فإن جولات المفاوضات الطويلة بين المملكة العربية السعودية وإيران، وبوساطات متعددة الأطراف، قد انتهت بالإعلان عن اتفاق على عودة التمثيل الديبلوماسي، بين البلدين، ويؤمل أن يقود ذلك إلى تطبيع العلاقات بينهما خلال الفترة المقبلة، وربما لاحقا مع سائر دول المنطقة، بما قد يفتح الطريق للحد من التوترات والصراعات في الإقليم، خصوصا أن دول مجلس التعاون لم تكن لديها أية مشكلة مع طهران، سوى ما يتعلق بالمساس بأمنها واستقرارها أو التدخل في شؤونها الداخلية، ما أعاق باستمرار تطبيع هذه العلاقات.


لقد أفضت الأحداث التي شهدتها إيران والمنقطة خلال العقد الماضي على الأقل، إلى حقائق على الأرض، منها:


-    أن التمدد الإيراني في المنطقة لم يعد مصدر قوة لها، بل أصبح مصدر إرهاق للاقتصاد الإيراني وعبئا على معيشة المواطن الإيراني، نتيجة تكلفته العالية على الأصعدة كافة.
-    أن التدخل الإيراني الفج في بعض البلدان العربية جلب لها المزيد من المشكلات على الصعيدين السياسي والشعبي، ما أدى إلى تراجع التأثير الإيراني، وازدياد حجم العداء للتدخل المستفز في الشأن الداخلي، كما بينته المظاهرات الشعبية والشعارات المرفوعة في هذه البلدان.


- أن المواجهات مع إيران على الصعيد العالمي بينت أن هذا العالم بات يقف في واد وإيران في واد آخر، ما حولها إلى دولة شبه معزولة، خصوصا مع استمرار سياسة التدخل الحالية.


- لقد تبين للعديد من الإيرانيين حقيقة فشل منطق (الثورة) الذي ورّط المجتمع وأضعفه، وورّط النظام في المغامرات والتدخلات، وباتوا يدركون أنه لا خلاص لإيران إلا باستعادة وضعها كدولة طبيعية، لتكون جزءا من عالم اليوم، وتتوقف عن التعامل مع دول الجوار كمجال حيوي للتنافس مع القوى الدولية والإقليمية الأخرى، والبدء بالتالي بتطبيع علاقتها مع دول المنطقة، للتحول من عدو إلى شريك، خصوصا أنها قوة إقليمية كبيرة ومؤثرة يمكن لتحولها إلى شريك أن يعود بالفائدة عليها وعلى الإقليم ككل.


لذلك يؤمل أن يفضي الاتفاق مع المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة من التعاون والسلام والاستقرار.


كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .