+A
A-

مهرجان المسرح الخليجي.. الحدث الذي يترك أثره العميق في النفس

المسرح بطبيعته المكان الذي تقدم عليه أحداثا تنبع عناصرها في حاضر الإنسان برؤية خاصة ومقدرة ابتكارية معينة، ولذلك جمع الفنون عامة على خشبته، أي أنه جمع هذه الرؤى العديدة لوحده.

المسرح هو موسوعة السرحان العميق في رحاب الفكر.

نعيش اليوم في دول الخليج مع حدث مسرحي استطاع أن يشق طريقه بقدرة فائقة ونجاح غير مسبوق، وهو مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الرابعة، ولعل أهم ما يميز هذا المهرجان هو أن رصيده في كل دورة يرتفع إلى الضعف ليقدم لنا صورة المسرح بكامل ملامحها وجمالها، متعة فنية نحصل عليها عند مشاهدتنا العروض المختلفة، والندوات والبحوث والورش.

أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح مع عدد من الضيوف

الملتقى الفكري

قدم لنا في هذا المؤتمر الذي حمل اسم "المسرح الخليجي..اتجاهات المستقبل" فطاحل الأساتذة الاختصاصيين في شؤون الأدب المسرحي، أوراق عمل على مدى جلستين، تحدث فيها أولا عبدالله العابر من دولة الكويت عن "راهن المسرح الكويتي.. ورهاناته المستقبلية"، وسلط من خلالها الضوء على واقع الفرق المسرحية في الكويت، وسياساتها للإنتاج وتقديم العروض، وعلاقتها بالجمهور، طارحا جملة من المقترحات من أجل مستقبل أكثر توهجا للحراك المسرحي الكويتي.

وفي الورقة الثانية تحدث الباحث التونسي محمود الماجري عن "الحركة المسرحية في الإمارات.. مسارات تطورها"، متناولا من خلال تجربة الإمارات في التأسيس للمستقبل عبر إدراج المسرح في المناهج الدراسية.

تلا ذلك ورقة الكاتب والناقد المصري إبراهيم الحسيني، وهو طرح مجموعة من الملاحظات حول المسرح الخليجي انطلاقا من أسئلة مثل التراث والهوية والعولمة.

وفي الجلسة الثانية شهد الملتقى 3 أوراق هي: "المسرح الخليجي.. أفكار حول الأزمنة المقبلة"، وقدمها الناقد البحريني يوسف الحمدان، ثم ورقة بعنوان "المسرح الخليجي بين التحديات والآمال" قدمها عبدالله مسعود من الإمارات، وأخيرا "موضوعات المستقبل في المسرح الخليجي" قدمها سعيد السيابي من سلطنة عمان.

الورش والمحاضرات التدريبية

ومن أجل إعداد عناصر مستقبلية من الشباب إعدادا تعليميا يؤهلهم ليحملوا مشعل المسرح بأيد غير مرتعشة، يقدم المهرجان ورشة بعنوان "أصول وجماليات الإلقاء المسرحي"، يشرف عليها الناقد والكاتب المسرحي والإذاعي فيصل القحطاني من دولة الكويت، وورشة أخرى يشرف عليها مصمم الديكور الإماراتي وليد عمران تحت اسم مسرحية "التراث من منظور سينوغرافي".

المؤتمر الفكري

الجوائز

تتكون مفردات جوائز المسابقة من مبلغ مالي، وشهادة براءة الجائزة، ودرع مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي. ووفق اللائحة تمنح جائزة أفضل عرض مسرحي بقرار من لجنة التحكيم، لأفضل عرض مسرحي متكامل، وقيمتها مائة ألف درهم إماراتي، وتمنح بقية الجوائز تثمينا للجودة والابتكار في عناصر العرض المسرحي التي تشمل، الإخراج والتأليف، والتمثيل دور أول ودور ثان "للرجال والنساء" والديكور، والإضاءة والمؤثرات الصوتية والموسيقى.

ضيوف المهرجان

90 ضيفا من الفنانين والمخرجين والنقاد والأدباء، وغيرهم من مختلف الدول العربية، سيزيدون رفعة وجمال وروعة المهرجان، ولاستكمال المتعة الفنية، إذ أصبح مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي منارة يحج إليها أهل الفن من كل فج عميق.

هذا هو مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، الحدث الذي يقع موقعه القوي في النفس، ويترك أثره العميق فيها.