بعد أن انتهى الموسم الانتخابي، وعادت الأمور إلى هدوئها، واستقرارها من جديد، وخرج الوطن بمجلس تشريعي جديد، يؤمل من أعضائه أن يكونوا أمناء على ما كلفهم أبناء بلدهم به، أتساءل في قرارة نفسي: أين هم المرشحون الأربعمئة الخاسرون، والذين ضجت ساحات الإعلام بأخبارهم وتصريحاتهم ومبادراتهم بفترة الاستحقاق؟
فبهذه الفترة تحديداً، رأينا مشاهد جميلة، تمنيت أن تكون جزءا مستمرا ومتصلا من الحراك الوطني البحريني، أولها وصل المرشحين للناس، وتوصيلهم أصواتهم للمسؤولين، وفتحهم المجالس، ونقلهم الكلمة الصادقة، والتي تهدف لتحسين الحال، ونقل الوطن إلى مستقبل أكثر زهاء وإشراقاً.. لكن ما حدث وأقولها آسفاً أن هذا الاهتمام كان لأجل الانتخابات فقط، ويرتبط بالمصلحة الشخصية، فمتى ما خسر المرشح؟ ترجل عن كل ما يفعله من أعمال تخدم الصالح العام، بل إن منهم من أغلق مجلسه، واعتزل الصلاة في مسجد “الفريج”، وشد الرحال لمسجد آخر، حتى لا يقابل الناس الذين يعرفهم.
أذكر هنا أن خدمة البحرين غير مرهونة بالمنصب، سواء في المجلس النيابي أو المجالس البلدية، بل هو وازع نابع من داخل الروح نفسها، غير مختلق، وغير مرتبط بمصلحة، أو منفعة شخصية، أو فئوية.
خدمة الناس أمر عظيم، ونفعهم هو فتح باب خير كبير للجميع، يطال حتى من يسعى لكي يخدمهم، لا تتركوا أبناء بلدكم، فهم بحاجة ماسة إليكم، وتذكروا أن “خير الناس أنفعهم للناس”.
* كاتب بحريني