موقف جميل ودرس مستفاد من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بزيارته الميمونة لمنطقة "اللوزي" التي عانت في الأعوام الأخيرة من موجات الأمطار الكثيفة والعميقة.

نزول كريم من سموه، للوقوف الشخصي على حال المنطقة، وحال الناس، وحال المشاريع القائمة، وما أنجز منها، وما هو في طور أن ينجز، بصورة تجسد حكمة عائلة آل خليفة الكرام، والذين يصلون الناس دائماً، ويفتحون الأبواب لهم، ويسعون لتلبية طلباتهم واحتياجاتهم بكل اهتمام، من منطلق المسؤولية والقيم والواجبين الأخلاقي والإنساني.

هذا الدور الكريم يقودنا تلقائياً إلى المسؤولية المناطة بالمسؤول الحكومي نفسه، من وزير ومن هم بحكم المناصب القيادية الأخرى، بأن افتحوا أبوابكم للناس، والتقوا بهم، وانزلوا إليهم، وأنصتوا لما يدور في الصحف والمجالس ومنصات التواصل الاجتماعي من شكاوى ومطالب، فبها تبدأ مصالح المواطن، وتنتهي.

تواصل المسؤول المباشر مع المواطن أمر مهم، فعلاوة على إنجاز المصالح للناس، فبه أيضاً قطع الطريق على المتردية والنطيحة الذين يعطلون مصالح الرعية ويؤخرونها، ويتفننون بتحويل حياتهم ويومياتهم إلى جحيم لا يطاق. نحن بحاجة لثقافة عامة بين المسؤولين، في التنافس بخدمة المواطنين، وفي التفنن بذلك، كلقاء الناس في المجالس العامة والأهلية ومجالس النواب، وفي التجاوب السريع معهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفي فتح دواوين للمسؤول سواء بالوزارة أو منزله، وفي تسهيل المعاملات لهم، وتذليل أية صعوبات.

التنافس في عمل الخير ببلد الخير أمر جميل ومطلوب، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الراهنة، والتي تحتاج وقفة مع الناس أكثر من أي وقت مضى.

أجدد شكري لسمو ولي العهد الأمين على هذه الزيارة الميمونة التي هي بمثابة رسالة سامية لكل الوزراء والمسؤولين، فهل سنرى تنافساً منهم بعمل الخير؟ أم لا؟.