تعد قصص النجاح إحدى محطات التحفيز المهمة في حياة الأفراد، لما تلعبه من دور مهم في اكتساب الخبرة وتعميم الاستفادة من التجارب الحياتية، فكيف إذا جاءت القصص من وحي ذوي الهمم الذين يصنعون من التحديات مسيرات من الأمل والطموح والإنجاز، وهذا ما أكدته جمعية المحفزين البحرينية لذوي الإعاقة  من خلال مؤتمرها الذي أقيم يوم السبت الموافق 7 يناير بمشاركة إيجابية من أصحاب ذوي الهمم الذين ألهموا جميع الحضور من خلال سرد قصص التحدي في مسيرتهم وتتويجها بالنجاح الباهر في مجالات مختلفة أبرزها الإعلام والشعر وبعض الأعمال الميكانيكية والحرص على استكمال التعليم الجامعي، بل وعدم الاكتفاء بالإنجازات والمضي باستمرار لتحدي الفرص وإثبات الذات في كل المحافل.
إن قصص النجاح التي يحققها ذوو الهمم تحمل في طياتها رسائل عميقة، وكأنها تلخص مسيرة الحياة التي تحث الأفراد على عدم اليأس رغم كل الظروف والعثرات التي قد يمر بها الفرد، كما أن استفاقة الذات القوية لا تأتي من عبث، بل إن التحديات الصعبة هي التي تصقل الشخصية وتحدد ملامح التجربة الناجحة.
إن في قصص نجاحات ذوي الهمم العديد من الحكم والتأملات التي تجعل الفرد يعيد النظر في إمكانياته وقدراته، بل وتفرض حالة من التأمل في النعم التي يمتلكها الفرد ومدى استثمارها في أوجه الخير وفي رسالة الإنسان للحياة.
سيظل إخواننا وأحبتنا من ذوي الهمم مدارس لتعليم معنى التفاؤل والإيجابية ونماذج حيوية لتحدي العقبات والبقاء المستمر على حالة الإصرار في تحقيق الأهداف والأحلام، بل وتحويل المحن إلى منح تساهم في بناء الذات وتحقق حياة أجمل.

* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية