العدد 5181
الأربعاء 21 ديسمبر 2022
banner
العلاج بالكتابة
الأربعاء 21 ديسمبر 2022

تعددت أوجه العلاج النفسي في الآونة الأخيرة، وأصبحت فنيات العلاج التي يتبعها المتخصصون متعددة الأشكال وجميعها تطبق من أجل تخفيف حدة الضغوطات وخلق حالة من التوازن النفسي لدى الأفراد، ولعل من أبرز العلاجات المجدية مع بعض الحالات الكتابه العلاجية التي تتم ممارستها بدافع العلاج، وهي وسيلة إيجابية تساهم في تحقيق الراحة النفسية، وتساهم في التخفيف من حدة المشاعر والأفكار السلبية، خصوصا أن للكتابة التعبيرية تأثيراً على الجهاز المناعي وهذا ما أكده عالم النفس الشهير جيمس بيكر الذي جعل الطلاب يكتبون عن أكبر الصدمات في حياتهم خلال 15 دقيقة، ثم لاحظ تحسنا في صحتهم النفسية بعد ستة أشهر وتعافيهم من الأمراض الصحية البدنية كالربو والصداع النصفي وانقطاع النفس أثناء النوم، الأمر الذي جعل علم النفس يسلط الضوء أكثر على هذا الموضوع الشيق، فنحن نتفق على أن الكتابة متنفس لما يعتري النفوس من ضيق، حيث إنها طريقة تتم بها تصفية الذهن من المشاعر المختلفة التي يتعذر البوح بها أحياناً فتكون الورقة أقرب لاستقبال سيل المكبوتات والصراعات الداخلية.
ويعد العلاج النفسي عن طريق الكتابة أحد العلاجات الحديثة وإحدى الممارسات الإيجابية للتنفيس، فكل ما يحتاج إليه الفرد المثقل بالأفكار ورقة وقلم ويبدأ بالتعبير عن مشاعره، حيث لا يشترط أن تكون الكلمات في صياغة منظمة في الطرح بقدر ما تساهم في تصفية المشاعر من الشوائب، ويرى علماء النفس أن اعتماد هذه الطريقة يساهم في التعرف على الذات وفق خبراتها المؤلمة، وبالتالي يسهل التمييز بين الجوانب الإيجابية والسلبية والمعالجة المعرفية للذكريات المؤلمة.
إن تحرير الكلمات على الورق ممارسة إيجابية وصحية، خصوصا لدى الأشخاص المحبين للقلم، فمع القلم يتحرر الألم.

* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية