العدد 5174
الأربعاء 14 ديسمبر 2022
banner
سيكولوجية الحب والانتماء للوطن
الأربعاء 14 ديسمبر 2022

إن الحديث عن الوطن يأخذ حيزا كبيرا من مساحة الفكر والوجدان، ولا تقتصر ترجمة الحب للوطن على الشعارات فحسب، بل يولد ذاك الحب منذ الصغر ويظل يكبر معنا ليسكن مهجتنا، فكل ما يرتبط بالوطن هو كبير وعميق من الداخل.
إن هذا الحب والانتماء هو حصيلة تغذية الروح بالفكر سنوات طوال حيث تبدأ الأفكار الأولى تجاه الوطن تنطلق بلا شك من الأسرة التي تلقى على عاتقها مسؤولية ودور كبير أثناء التربية لتعزيز سيكولوجية الحب والانتماء للوطن الذي يتطلب من الآباء أن يكونوا على قدر من الوعي والاهتمام بهذا الجانب المهم الذي سيكون له دور مستقبلاً في ظهور شخصيات وطنية ناجحة ومتزنة ومحبة للوطن رأت في والديها النموذج الذي يحمل سمات حب الوطن، خصوصا أن هذا التعزيز يتشكل في بدايته من خلال ظهور السلوكيات والممارسات الوطنية الإيجابية التي يتحلى بها الأبناء في مراحلهم الأولى والتي تعكس فكرتهم عن الوطن كمشاركتهم أفراح الوطن وحرصهم على المثابرة والنجاح من أجل رفعة البلاد والإسهام بفعالية في المجتمع وصولاً إلى قدرتهم على اتخاذ القرارات الصائبة بعد تشكل الوعي الذاتي الذي يتحول لواقع يترجم مفهوم الانتماء، وكأن الانتماء في هذه المرحلة ومن الناحية السيكولوجية يتجلى في بناء الفكر والمشاعر الإيجابية تجاه الوطن وترجمتها إلى سلوك.
كما يشكل هذا الانتماء في مراحل نضج الأبناء فكرة التوحد مع المجتمع وتأصيل تطابق الشخصية مع نمطها الثقافي المجتمعي والسعي الجاد للإسهام في رقي الوطن من منطلق ثوابت قيمية راسخة منذ الطفولة، وهذا ما يجعل الاندماج سويا في العلاقات المجتمعية فيتضاعف مفهوم العطاء والإنجاز وتعمير الوطن.
* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية