العدد 5167
الأربعاء 07 ديسمبر 2022
banner
التفكير الزائد
الأربعاء 07 ديسمبر 2022

إن أغلب الأنشطة التي نمارسها في حياتنا تحتاج إلى ممارسة التفكير وتنشيط الخلايا الدماغية، وهذا أمر طبيعي لارتباط التفكير السليم وأنشطة الدماغ بالإنسان السوي، لكن قد يأخذ التفكير اتجاها مختلفا غير سوي ويكون منطلقا لتكريس الجانب المرضي في الشخصية إذا ما أصبح تفكيرا زائدا عن الحد ومبالغا فيه ليتضمن التفكير في الواقع بصورة عميقة مع كثرة التحليلات والتفسيرات ووضع التصورات ومراجعة الماضي والتركيز على المشاعر المهلكة كتأنيب الضمير وظهور مشاعر الخوف وكثرة الندم وغيرها من الأفكار التي تورث التعب للأشخاص وتساهم في ظهور أمراض نفسية وجسدية.
يعد التفكير الزائد أحد أعراض الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب ويضاعف خطر الإصابة بالاضطرابات العقلية، كلما زاد التفكير كلما كان هناك تأثير سلبي على وظائف الدماغ، حيث يساعد على تشكل مجموعة من المظاهر منها صعوبة تنظيم النوم وكثرة السهر لساعات طويلة، ما يؤدي إلى صعوبة في التركيز وضعف الدافعية تجاه الأنشطة الحياتية المختلفة وغالبا ما ترافق هذه الأعراض حالة من التوتر والعصبية المستمرة للشخص الذي يعاني من التفكير المفرط، وهذا بلا شك ينعكس على مظاهر الصحة العامة، فقد يعاني الفرد من نقص في الوزن وتدهور تدريجي للصحة النفسية.
إدمان التفكير الزائد خطر قد يواجه الأفراد الذين لا يحسنون تفريغ العقل من كثرة التفكير، ولا يجيدون ممارسة تكنيكيات الاسترخاء التي تساعد على التخفيف من حدة الأفكار الزائدة من خلال نبذ الأفكار السلبية والتركيز على الأفكار الإيجابية، ويعد إدراك الفرد لنفسه ومعاناته من التفكير المفرط أول محطات طلب المساعدة والتشافي من التفكير المفرط.
يقول عالم النفس “سيغموند فرويد” التفكير الزائد في بعض الأمور التافهة يجعل منها مهمة، بينما لا يتطلب الأمر إلا نظرة سريعة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية