العدد 5160
الأربعاء 30 نوفمبر 2022
banner
دواء النفس والروح
الأربعاء 30 نوفمبر 2022

للكلمة تأثير كبير على النفس والعقل، فهي سيدة التواصل السليم بين الأشخاص، فكيف إذا كانت الكلمة طيبة وتصدر من الأشخاص وتتهادى في محيط العائلة والعمل أو بين دائرة الأصدقاء بكل جمال وأريحية. إن الكلمة الطيبة مفتاح القلوب حقاً لما تحمله من معان عميقة في طياتها، فهي ليست مجرد موجة صوتية يطلقها الفرد عند رغبته بالحديث وأثناء رحلة التواصل مع الآخرين. إن تأثير الكلمات على النفس عميق وعظيم لأنها قادرة على تحريك المشاعر بصورة إيجابية وقادرة على إشغال العقل بالصور الذهنية، وفي الواقع تعد الكلمة انعكاسا للشخصية، كلما كانت الشخصية على قدر من الاتزان والنضج والمرونة كلما كانت الكلمات التي تطلق ذات معنى ولا تسبب تشوها في المعرفة أو التجريح للطرف الآخر، بخلاف الكلمات التي تكون انعكاسا للشخصية غير السوية وغير المتزنة، فقد تكون بمثابة السهم الذي يصيب القلوب ويجرحها لسوء استخدامها بل قد تورث الكلمات السامة الكثير من العدوان والمشاحنات النفسية المعقدة التي تهدم العلاقات. إن هذه الكلمة التي تتكون من حروف متناغمة قادرة على إحداث التغيير الكبير في حياة الناس كالإصلاح وجبر الخواطر وبث مشاعر الألفة والحب إذا ما تم استخدامها بصورة سوية، لذلك فإننا نحتاج إلى مراقبة كلماتنا التي نطلقها بين الحين والآخر، خصوصا إذا كنا تحت وطأة الضغوطات المتعددة فقد تصدر منا كلمات غير مقصودة وتسبب الإيذاء للآخرين، نحن نأمل من تلك الكلمات الطيبة أن ترتقي بنا في تعاملاتنا دائماً، لا أن تكون سببا في وقوع الألم والتجريح الذي لا يشفى بسهولة.
يقال في الكلمة: قد يكتب الرجل عن الحب كتاباً.. ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه، لكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله.
* كاتبة واختصاصية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية