الأسرة هي الملاذ الآمن للأفراد، والتي من خلالها تتم تلبية كل الاحتياجات التي تساعد على بناء شخصية سليمة تتسم بالتوازن النفسي والاجتماعي، لذلك فإن حدوث أي خلل سيؤثر على حياة الأفراد ضمن نطاقها، ولعل أخطر أنواع الأسر تلك التي يتسم فيها الأبوان أو أحدهما بالشخصية النرجسية وهي نتاج حرمان عاطفي وإهمال بالغ في مرحلة الطفولة ينعكس مستقبلاً على تأسيس الأسرة وتربية الأبناء، ويوضح علماء النفس أن النرجسية ترتكز على شعور منخفض للغاية بتقدير الذات لأن التركيز يتمحور حول صورة الأفراد الشخصية.
تعد الأسر النرجسية مصدرا لظهور الطفل الذي قد يكون كبش الفداء في العائلة، وتبدأ معاناته من خلال شخصيته الضعيفة وشعوره بالدونية وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، كما يساهم الأبوان النرجسيان في ظهور متلازمة الطفل الذهبي الذي ينشأ بسمات العظمة والحساسية وعدم القدرة على التكيف مع المحيط، ومن هنا فإن أضرار نشوء الطفل في أسرة نرجسية  تكون كبيرة، خصوصا مع تشكل الشخصية التي تكون فاقدة أبسط سمات الشخصية السوية.
تشير الدراسات إلى أن هناك قابلية كبيرة لوراثة الشخصية النرجسية بين الأجيال في الأسرة الواحدة، فعندما تظهر السمات في أحد الأبوين يكتسبها الأبناء كوسيلة دفاع، لذا يجب معالجة ما يعتري الشخصية من الاضطرابات التي تمر بها في مراحل مبكرة ويجب الانتباه لعقبات عدم التدخل المبكر لمساعدة الأفراد، خصوصا أن هؤلاء الأفراد تلقى على عاتقهم مسؤولية تأسيس أسر ناجحة يفترض أن  يعيش أفرادها بحالة سوية، ويكونون عناصر فعالة في بناء المجتمع.
* كاتبة واختصاصية نفسية بحرينية