تتعدد وتتنوع احتياجات الأفراد في مرحلة الشباب، تلك المرحلة المهمة التي تتطلب وعياً وإدراكاً حقيقياً لتلبية الاحتياجات التي تعين الشاب وتجعله قادرا على تحقيق أهدافه والسير نحو المستقبل باطمئنان والتقليل من التعثر.
تعد المشاكل العاطفية خلال مرحلة الشباب إحدى أهم المشاكل التي تتطلب الوقوف عندها والبحث فيها لما لها من أهمية بالغة في نمو الفرد أو على النقيض من ذلك، وتعرف العاطفة في علم النفس بالتحديد على أنها حالة نفسيّة من الشعور يمكن لها أن تؤدّي إلى بعض التغيرات الجسدية والنفسية التي قد تؤثّر على فكر وسلوك الفرد. وبحسب إفادة العلماء يتضح أن العاطفة تعتبر حالة نفسية معقدة تنطوي على ثلاثة مكونات مستقلة؛ تجربة ذاتية، استجابة فسيولوجية، واستجابة تعبيرية وسلوكية، أي أن تأثيرها يرتبط بكيان الفرد وتفاعله.
في مرحلة الشباب يبدأ الشاب بالبحث عن نفسه أكثر وتزداد اهتماماته العاطفية وحاجته للحب والاهتمام والشعور بالقبول بين الأقران والجنس الآخر، الأمر الذي قد يجعل البعض منهم أمام الصدمات العاطفية، خصوصا إذا تشكلت الاندفاعية في القرارات ولم تتوافق توقعات الشاب مع الطرف الآخر في الوقت الذي يكون المحرك الأول هو العاطفة أكثر من تحكيم العقل.
إن فئة الشباب بحاجة دائمة إلى الحديث حول المشكلات العاطفية وتبصيرهم بالجوانب السوية في العلاقات التي ترتقي لتكوين أسرة في المستقبل فضلا عن هدر الوقت وإجهاد النفس في قضايا عاطفية شائكة قد تسبب الضرر النفسي وتؤثر على تحقيق الأهداف المنوطة بهذه المرحلة المهمة.