الأيام تطوي صفحاتها على عجالة، ما إن نشرع في يوم جديد حتى ينتهي الأسبوع ويعقبه انتهاء الشهر، وخلاصتها مضي عام، ونحن في خضم سرعة مضي الأيام نحتاج إلى تقليب صفحات مدونتنا باستمرار، تلك الوقفات مهمة جدا على الصعيد الفردي لأنها تعيد ترتيب بعض الأولويات في الحياة، وتعيد النظر في الكثير من الأمور التي اعتقدنا صحتها أو خطأها أحياناً.
يعتبر التقييم الذاتي من المهارات الإيجابية التي تساعد الأفراد على تنفيذ الخطط التي يتم إعدادها بهدف تهيئة حياة تتسم بالانسجام مع الواقع، وتتكامل مع تحقيق الأهداف سواء كانت أهدافا شخصية، أو مهنية، أو أسرية، أو مجتمعية، ويعرف التقييم الذاتي على أنه محطة تأمل واستصبار للتفكير والسلوكيات ومراجعة الإنجازات، بالإضافة إلى أن هذا التقييم يعتبر بوابة لاكتشاف المزيد من الخيارات والحصول على طرق ملائمة أكثر لحل المشكلات وتجاوز التحديات، خصوصا أن بعض الأهداف تكون طويلة المدى وتحتاج إلى تقييم مستمر عدا عن ذلك فإن التقييم الذاتي يساعد على تحقيق التنمية الذاتية من خلال التعرف على نقاط القوة والضعف والسعي لتطوير الذات أكثر، كما يساعد التقييم الذاتي على تحفيز البدء بخطة العمل.
لا نتصور أن تمضي الحياة على بركة الأيام فحسب، بل إن أغلب الأشخاص يأخذون من حلول العام الجديد فرصة لاستعادة جمع الأمنيات وتغليفها بالتفاؤل ورسم الخطوات نحو التنفيذ، كل عام وأمنياتنا كبيرة.
* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية