العدد 5191
السبت 31 ديسمبر 2022
banner
انتفاضة إيران تمر بنقطة تحول أخرى (2)
السبت 31 ديسمبر 2022

رفض خامنئي بمكر ما يسمى بالفصيل الإصلاحي لأنه كان يعلم أنه في أعقاب الانتفاضات الكبرى في 2018 و2019، فإن أدنى فجوة في قمة نظامه ستتحول قريبًا إلى شقاق عميق، يمزق النظام الديني الحاكم، وإلى جانب ذلك، وبسبب الاتجاه المتصاعد لانضمام الشباب إلى منظمة مجاهدي خلق وشبكة وحدات المقاومة التابعة لها، ولاسيما الدور القيادي لهذه الأخيرة في انتفاضة 2019، اختار خامنئي رئيسي لاستخدامه كورقة أخيرة له ضد المعارضة المنظمة.
لعب رئيسي دورًا رئيسيًا في مذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي، معظمهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق وأنصارها، ومع ذلك، فإن الانتفاضة المستمرة في إيران، بقيادة وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، وجهت ضربة قوية لاستراتيجية خامنئي.
يعترف مسؤولو فصيل خامنئي بفشلهم في السيطرة على “الاحتجاج المنظم”، كما أن برلمانه المختار يتميز بقتال وصراع داخلي يومي، وقال إسماعيل خطيب، وزير المخابرات، في مقابلة مع الموقع الإلكتروني للمرشد الأعلى للنظام علي خامنئي في 9 نوفمبر: “كانت لأعمال الشغب الأخيرة مؤامرة معقدة، على عكس الاحتجاجات المتفرقة في الماضي.. قد تقوم مجموعات صغيرة بالتحريض على هذه الاحتجاجات بأفعال جريئة وفي الوقت المناسب، كانوا منظمين ومرشدين بالكامل، بمجرد بدء المظاهرة، كانت هذه الوحدات تغادر على الفور المشهد لبدء أعمال شغب أخرى في جزء آخر”.
إن الثورة في طور التكوين في إيران لا تقدم تنازلات للنظام وتريد إسقاط الملالي، والشعب الإيراني لديه “طريق واحد” وهو تغيير النظام، ويجب على المجتمع الدولي دعم رغبتهم والاعتراف بحقهم في الدفاع عن النفس وتقرير المصير.
* كاتب وخبير في الشأن الإيراني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .