العدد 5171
الأحد 11 ديسمبر 2022
banner
هيئة البحرين للسياحة والمعارض .. خلية نحل لا تنام
الأحد 11 ديسمبر 2022

خلال شهرين فقط من الرصد والمتابعة لأبرز الأحداث المحلية (نوفمبر وديسمبر 2022)، يمكن استبيان الزخم الهائل من الأنشطة السياحية المقامة تحت إدارة وإشراف هيئة البحرين للسياحة والمعارض، التي يعمل القائمون عليها وجميع كوادرها ليلاً نهاراً أشبه بخلية نحل لا تنام؛ لجعل مملكة البحرين تستعيد بريقها السياحي مجددا بعد زوال جائحة (كوفيد-19).
يمكن استيضاح ذلك مع الانطلاقة الميمونة لمركز البحرين العالمي للمعارض في منطقة الصخير، المشروع الذي طالت فكرة بلورته وانتظار تحويلها على أرض الواقع لسنوات طويلة، الذي قص شريطه رسميا بثلاثة معارض دفعة واحدة هي: معرض الجواهر العربية بنسخته الثلاثين، ومعرض سيتي سكيب العقاري، ومعرض العطور المقامان لأول مرة في المملكة. مساحته ستة أضعاف المساحة التي يوفرها مركز أرض المعارض المتواجد في المنامة الذي أكل الدهر عليه وشرب. 
جولة يوم واحد في أرض المعارض الجديد في الصخير تشعرك أخيراً بعالمية صناعة المعارض وقطاع الأعمال والتي لطالما استشعرناها في مراكز معارض دبي وأبوظبي العملاقة، نسعد اليوم بوجودها في المملكة بإجمالي مساحة 308,700 متر مربع؛ لتلبية احتياجات مختلف الفعاليات، ووجود 10 قاعات عرض بمختلف الأحجام بمساحة إجمالية 95,000 متر مربع، مجهزة بأحدث الخدمات التكنولوجية ومساحات التخزين لكل قاعة، بما يتيح المجال لإقامة العديد من المعارض والمؤتمرات التي يمكن إقامتها في نفس الوقت.
مبنى المركز يحوي القاعة الرئيسة بسعة 4,000 مقعد، 95 قاعة اجتماعات، 10 صالات عرض، و 14 مكتبا للمنظمين. كما يشتمل المركز على 25 مطعما ومقهى ومتجرا وجلسة خارجية بسعة 250 مقعدا، إضافة إلى 3 مجالس لاستقبال كبار الشخصيات، وتوفر الدعم اللوجستي والتقني في جميع القاعات والصالات. كلها عناصر تجعل المملكة توثق موطئ قدم جديد لها على خارطة صناعة المعارض والمؤتمرات وسياحة الأعمال. 
نجاح المعارض الثلاثة الأخيرة بالأرقام يترجم مدى نجاعة هذا المشروع في أيام ولادته الأولى، مع تسجيل قيمة معروضات 888 مليون دينار، مقارنة بـ 510 ملايين دينار العام الماضي، أي بنسبة زيادة تصل إلى 74 %، وبلغت قيمة المبيعات 24 مليون دينار مقارنة بالعام الماضي والتي كانت قيمتها 20 مليون دينار، أي بنسبة زيادة تصل إلى 17.6 %، ومقارنة بعام 2019 بنسبة زيادة 75 %، وبعام 2018 بنسبة زيادة 98 %. أما الحدث العقاري الأكبر في تاريخ مملكة البحرين، فهو معرض سيتي سكيب البحرين 2022، وقد استقطب أكثر من 10 آلاف زائر وأكثر من 10 آلاف عقار و32 مشروعا تم عرضه بقيمة إجمالية 967 مليون دينار، وبيع 689 عقارا بقيمة إجمالية بلغت 101 مليون دينار.


مملكة البحرين تتمتع بمركز إقليمي على المستوى الاقتصادي والسياسي والثقافي، وهذا المركز سيمثل بما لا يدع مجالا للشك نقطة تحول في احتضان أكبر الفعاليات على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية والفنية، وعبر إدارة طموحة لهيئة البحرين للسياحة والمعارض بشراكة إستراتيجية مع شركة إي إس إم جلوبال؛ بغية تكريس الخبرات العالمية والمتطورة لإدارة هذا المركز وتحقيق الأهداف المرجوة من تأسيسه.
ومع انطلاق موسم أعياد البحرين طوال شهر ديسمبر الجاري، نجد سلسلة لا تنتهي من الفعاليات والأنشطة التي تثري مختلف مناطق ومحافظات المملكة احتفالا بالأعياد الوطنية المجيدة، مع اختيار هاشتاغ موفق #بلد_الكرام والمقتبس من النشيد الوطني لمملكة البحرين “بحريننا” ليرمز إلى كرم شعب البحرين وحبه للخير وما تملكه المملكة من مكانة كبيرة بين دول العالم العربي، من المحيط إلى الخليج، ليشعر الجميع تحت سمائها بالسلام والاستقرار والأمان.
على اختلاف مهرجاناته وتنوع احتفالياته في المنامة والمحرق والجنوبية والشمالية ترفيهيا ورياضيا وثقافيا وفنيا، يرسم موسم أعياد البحرين فسيفساء وطنية جميلة تعكس هوية البحرين الجامعة في أعيادها الوطنية، تظهر فيها للعالم جمالية عادات وتقاليد البحرينيين وإحياء الموروث الشعبي بمختلف أشكاله وألوانه، جاعلا السائح الخليجي والعربي والأجنبي يندمج في توليفة شائقة من المتعة والبهجة ضمن قالب وطني بلونيه الأبيض والأحمر. 
نحن متفائلون خيراً كذلك بعودة موسم البواخر السياحية 2022-2023 بعد انقطاع طال انتظاره بسبب وباء كورونا، والذي من المقرر أن يستقطب أكثر من 50 ألف سائح للمملكة عبر ميناء خليفة بن سلمان ابتداءً من شهر نوفمبر الماضي وحتى مايو 2023. علاوة على جملة لا حصر لها من المشاريع السياحية وإقامة منشآت فندقية ومنتجعات جديدة سيكون لها أكبر الأثر في تنويع القاعدة السياحية في المملكة. 
الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض ناصر قائدي يقود دفة التغيير نحو كل ما هو أفضل في حقول السياحة والترفيه العائلي، مع بذل جهود مباركة لترسيخ موقع مملكة البحرين الإستراتيجي، جغرافياً وحضارياً واقتصادياً، بوصفها حلقة وصل مستمرة لالتقاء الحضارات واستقطاب التجارة العالمية والتي اشتهرت بها عبر تاريخها العريق، واستمرار تصدر هذه المكانة إلى اليوم من خلال بنية تحتية متطورة قادرة على محاكاة المتطلبات العالمية الجديدة في السياحة والترفيه والضيافة.
نحن على دراية بتحديات ما يمكن تسميته بـ “ثالوث السياحة المرعب” في المنطقة، ممثلا بالثورة السياحية الضخمة في المملكة العربية السعودية، واستضافة قطر كأس العالم، وجاذبية الإمارات السياحية شبه الأزلية، ولكن نحن على يقين بأن ما يبذل من جهود مضنية تحت مظلة هيئة البحرين للسياحة والمعارض سيجعل المملكة تُجاري بضراوة المنافسة السياحية الشرسة إقليميا، وصولا إلى تحقيق أهداف الإستراتيجية الجديدة (2022-2026) بزيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقديرية 11.4 % في العام 2026، وإبراز مكانة البحرين كمركز سياحي عالمي، وزيادة عدد الدول المستهدفة؛ لجذب المزيد من السياح، وتنويع المنتج السياحي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .