العدد 5171
الأحد 11 ديسمبر 2022
banner
لم تعد الإعدامات تجدي نفعا
الأحد 11 ديسمبر 2022

صباح يوم الخميس 8 ديسمبر تم إعدام السجين محسن شكاري (23 عاما) بأمر من خامنئي، وهو أحد المعتقلين أثناء الانتفاضة الحالية، وأعلن قضاء نظام الجلادين أن “محسن شكاري، المشاغب الذي قطع شارع ستار خان بطهران في 25 سبتمبر وأصاب أحد حراس الأمن بخنجر، تم إعدامه صباح اليوم”.
كما أعدم جلادو خامنئي، الاثنين، 5 ديسمبر، سجينين من البلوش شنقًا، بعد مرورعشر سنوات من الحبس في سجن زاهدان، وفي يوم الأحد 4 ديسمبر، تم إعدام سجينين آخرين من البلوش، قضیا أيام الحبس أيضًا منذ عام 2012، في سجن زاهدان. إضافة إلى ذلك، أعدم جلادو السلطة القضائية يوم الأحد “4 سجناء أمنيين” بتهمة “ارتكاب جريمة ضد أمن البلاد، والمساعدة في الاختطاف وحيازة السلاح”، وحُكم على ثلاثة متهمين آخرين فی القضية نفسها بالسجن من 5 إلى 10 سنوات.
الأوضاع المتوترة في إيران والتي تشهد أحداثا وتطورات غير مسبوقة باتت تلفت نظر العالم كله، حيث باتت خارج إطار السيطرة، وتضع النظام الإيراني برمته في موقف لا يحسد عليه أبدا، لكن الأنكى من ذلك أنه يضع خامنئي في زاوية حرجة وضيقة جدا لم يتمكن من الخروج منها منذ 16 أكتوبر 2022، ولاريب من أننا لو لاحظنا ما بدر من خامنئي بشكل خاص والقادة الآخرين للنظام من تصريحات ومواقف من حيث تفسير ما يجري على الساحة الإيرانية فإن القاسم المشترك الأعظم فيما بين هذه التصريحات التناقض والتخبط والحيرة المطبقة أمام ما يجري. خامنئي الذي يقف أمام منعطف بالغ الخطورة يعلم جيدا إلى أين سيؤدي به وبنظامه في النهاية، حيث يسعى من أجل ضمان الخلاص لنفسه أولا والنظام ثانيا من الاستمرار في المواجهة وعدم الاستسلام، رغم أنه يعلم جيدا أن ما يجري لا يختلف عن ذلك الذي حدث عام 1978، وأدى إلى إسقاط نظام الشاه، وهو مع علمه بهذه الحقيقة المؤلمة والصادمة إلا أنه يحاول جهد إمكانه العمل من أجل أن يكون مصيره مختلفا عن مصير سلفه الشاه، لذلك فإنه وبحسب تصوراته يريد أن يؤثر على مسار عجلة التاريخ وعلى سننه في التطور والتغيير، وهو كما يبدو رهان لا يمكن أبدا أن يكتب له النجاح لأنه أشبه بمعالجة مرض مزمن بلغ آخر مراحله بالمهدئات والتطمينات النفسية، وذلك ما يمكن أن يمنع الألم لفترة لكن من دون أن ينهيه.

كاتب متخصص في الشأن الإيراني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية