على بعد أيام قلائل من انقضاء العام الميلادي، تبقى الأزمة الأوكرانية بمثابة قلق في النهار وأرق في الليل، لا للروس والأوكران فحسب، بل للعالم برمته، والذي وجد نفسه منذ فبراير شباط الماضي، في مواجهة مخاوف تراكمية، يمكن أن تقود إلى حيث لا يريد أحد ولا يتمنى.
هل من ضوء في نهاية النفق، ينهي الأزمة؟ المؤكد أنه كلما يلوح أمل في إمكانية التوصل إلى تهدئة، يتعقد المشهد وتضطرم النيران من جديد، وقد خيل للكثيرين خلال الشهر الماضي أن هناك رغبة ولو على استحياء من الطرفين، لجهة السعي نحو حل سلمي، وقد صدرت عن الجانب الأميركي تصريحات تفيد بأن الروس غير مهتمين بتصعيد المشهد العسكري، الأمر الذي اعتبر علامة على حسن النوايا، وتمت مقابلتها بحديث روسي عن المفاوضات والتوصل إلى حلول لنزع فتيل الأزمة. 
غير أنه سرعان ما تم التراجع عن تلك الأحلام المخملية، ووضع الأميركيون شروطا تتمثل في حتمية انسحاب الروس من كل الأراضي الأوكرانية، وهو أمر لن تقدم عليه روسيا بحال من الأحوال، سيما وهي تراقب تطورات مثيرة وخطيرة، يمكنها أن تهدد أمنها القومي وسلامة سكانها. 
يتابع الروس بقلق بالغ نوايا بولندا، والتي تلعب في الأوقات الراهنة دورا متقدما في حلف الناتو، حيث هناك من يتحدث عن نواياها لضم أجزاء واسعة من غرب أوكرانيا، الأمر الذي يعني اقترابا غير آمن من حدود روسيا، وهو ما لن تقبله موسكو، شكلا ولا موضوعا، ويمكن أن يقود إلى دروب المهالك. 
الأمر الثاني الذي جعل الضوء في نهاية النفق يكاد يأفل، مرتبط بقضية تسليح الناتو لأوكرانيا، وما تخطط له الولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص في هذا السياق، فما تردد مؤخرا هو أن الأميركيين، والذين يمثلون قلب الناتو الفاعل، يخططون لتزويد الأوكرانيين ببطاريات صواريخ باتريوت، ما يمكن أن يقلب موازين المعركة مع الروس ويتهدد تفوقهم الجوي.
عطفا على ذلك فإن هناك معدات عسكرية أميركية، تزيد عن 400 مليون دولار في طريقها قبل أعياد الميلاد إلى كييف، والهدف هو مواجهة اليد الروسية التقليدية الباطشة. “المقال كاملا في الموقع الإلكتروني”.