إن ما حظي به فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في مملكة البحرين قيادة وحكومة وشعبا من ترحيب كبير ونجاح المملكة الباهر في حشد صفوة متميزة من القيادات الدينية والمفكرين والمثقفين في ملتقى البحرين للحوار “الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني”، لهو شهادة دولية جديدة بريادة ورسوخ نموذج بحريني فريد في التعايش والانسجام بين متنوعي الانتماءات والثقافات والأديان، كونه نموذجًا يمتد في جذوره وأصالته لقرون، ويتواصل في مسيرته وحيويته بفضل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه الذي يثري العالم أجمع بمبادرات خلاقة ومنجزات ونجاحات رائدة في مجال ترسيخ القيم السامية من التسامح والحوار والتفاهم والعيش المشترك، ليضيف جلالته إلى إرث المملكة من المنجزات والمكتسبات الكبيرة التي تمثل مصدر اعتزاز وفخر لكل من ينتمي ويعيش على أرض البحرين.
إن انعقاد هذا التجمع العالمي وما شهده من نجاح كبير يؤكد التقدير الدولي الواسع لدور ومكانة مملكة البحرين في مجال الحوار بين الشرق والغرب وسياستها الراسخة بالاعتماد على الحوار والانفتاح على العالم لتحقيق المصالح المشتركة وتعزيز قوة الدول وقدراتها في مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة التي تواجه البشرية جمعاء وتحتاج لتكتل قوي ومتماسك لضمان وضع الحلول المناسبة والجذرية لها، وهو ما اتضح لدول العالم وشعوبها بشدة في جائحة كورونا كوفيد 19 التي ألقت بتداعياتها الكارثية على الجميع ورسخت القناعة بأنه لن تنجو دولة بمفردها، ويتضح أيضًا الآن وبشدة في الحرب الروسية الأوكرانية فيما خلفته من أزمات اقتصادية خانقة لكثير من دول العالم.
من هنا تأتي أهمية وضرورة ما أكد عليه جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بأهمية الشراكة الدولية التي تعتمد الحوار الدبلوماسي والسبل السلمية كمدخل لإنهاء الحروب والنزاعات، وتنتهج سبل التآخي والتفاهم واحترام سيادة الدول وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.