العدد 5121
السبت 22 أكتوبر 2022
banner
سجن إيفين وموقعه التاريخي (2)
السبت 22 أكتوبر 2022

منظمة‌ العفو الدولیة بعثت وفدا إلی هذا السجن عام 1972، واستطاع هذا الوفد مقابلة قیادیین اثنین من مجاهدي خلق، وتم إعدامهما بعدئذ بأمر من الشاه. وجاء في جانب من هذا التقریر: “تقرير لبعثة منظمة العفو الدولية إلى إيران عام 1972: زيارة المحامي نوري البلا لسجن إيفين.. استطعت أنا وزميلي «ل» زيارة ناصر صادق وعلي ميهن دوست. وقد رافَقَنا مترجمان قدّما نفسيهما على أنهما من موظفي وزارة الإعلام، وأعلنا في وقت لاحق أنهما كانا تابعين لمكتب رئيس الوزراء، وفي الحقيقة كانا تابعين لفرع خاص من مكتب رئيس الوزراء، أي السافاك.
وقال ناصر صادق لنا إنه ولد في مايو 1945 في طهران، وهو مهندس درس الكهرباء، وألقي القبض عليه في سبتمبر 1971، بينما ولد علي ميهن دوست في أكتوبر 1947 في مدينة قزوين، وهو مهندس ميكانيكي، وقال لنا إنه منذ ذلك الحين شارك بدوام كامل في الأنشطة السياسية. اعتقل ميهن دوست في شهر أكتوبر 1971. قال لنا ميهن دوست إن أنشطته تركزّت على طهران قبل اعتقاله، وإنه كان يعمل سرّاً وكان عضواً في مجموعة كانت تستعد للكفاح المسلح ضد النظام، ووجّه له اتهام “أنشطة ضد الدولة والانتماء إلى منظمة حركة مجاهدي خلق”.
وضعت هذا السؤال أمامهما: عن الاتهامات التي وُجّهت لكما، هل يمكن لكما أن تقولا من هم الذين وجّهوا لكم هذه الاتهامات؟ فأجاب صادق: السافاك. وعندما سألنا ناصر صادق عن التعذيب الذي خضع له، أجاب بردّ طويل باللغة الفارسية، وتمت ترجمة كلامه بشكل مقتضب من قبل أحد المترجمين على النحو التالي: “إنهما تعرّضا للضرب یوم اعتقالهما”، وأشار صادق إلى أن الترجمة غير صحيحة، فإنني كرّرت السؤال حتى أصيب المترجمان بالملل بترجمة الموضوع نفسه.
یوم سقوط نظام الشاه، أي 11 فبرایر 1979، سيطر الثوار علی سجن إیفین، وآیة الله طالقاني الذي كان قد قضی سنوات من عمره في هذا السجن زاره بعد أیام وأوصی بأن یتحوّل سجن إیفین إلی متحف، لكن بعد شهرین من انتصار الثورة بدأ نظام خمیني باستخدام هذا السجن لاعتقال واستجواب وتعذیب أنصار مجاهدي خلق، وبعد عامین ونصف تحوّل هذا السجن إلی بیت الجزّارین بعد ما حوّلت قوات الحرس مظاهرة أكثر من نصف ملیون من أهالي طهران فی العشرین من یونیو 1981 إلی حمام دم. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية