+A
A-

“رابعة الجنوبية” تتخلف عن “الندهة” الدينية وتختار الأكفأ

في انتخابات عام 2018 ترشح للدائرة الرابعة بالمحافظة الجنوبية حوالي 12 مترشحا لنحو 15 مجمعا سكنيا، أما في الانتخابات المقبلة فيترشح عن الدائرة نحو 8 مترشحين، أي سقوط 4 مترشحين من الدائرة، وهذا الأمر له دلالاته على الدائرة والمترشحين أنفسهم.
في انتخابات 2018 لم يكن هناك وجه نسائي من بين المترشحين، أما في انتخابات 2022 فهناك مترشحتان في رابعة الجنوبية، وهما المترشحة فضة خلف، والمترشحة الأخرى نجاة محمد سالم، واللافت هنا أن بعض المترشحين أعادوا ترشحهم بعد سقوطهم في الانتخابات الماضية، مثل راشد البنعلي الذي بادر للترشح لكن اسمه أسقط من جداول الناخبين، وكذلك رجل الأعمال محمد معرفي والمترشح أحمد ألبي والنائب علي الزايد.
خصوصية الدائرة
إن الدائرة الرابعة تعطي بعض الخصوصية لبعض المترشحين، ومن ضمنهم النائب المترشح علي الزايد، حيث إن الدائرة يغلب عليها الطابع الديني، وعلى ذات السياق نجد أن بعض المجمعات السكنية في الدائرة تحت سيطرة كتلة الأصالة التي ينتمي إليها الزايد، ومن المتعارف عليه في أغلب المناطق التي يغلب عليه الفكر الديني في جميع مناطق البحرين، فإن إرادة الناخب لا تخضع إلى عنوان الكفاءة وإنما تذهب باتجاهات معينة لتبرز تحت عنوان المعرفة والانتماء الديني والعرقي وغيرها من العناوين التي نشاهدها في أغلب الأحياء السكنية ليس فقط في الدائرة الرابعة.
يتداول البعض أن تقهقر الترشح في الدائرة وانحسار المترشحين إلى 8 بعد أن كانوا 12 مترشحا في انتخابات 2018 هو بسبب الرفض الاجتماعي الضمني وعدم الثقة في أعضاء البرلمان وما نتج عنه مثل التصويت على ملف الضريبة، وقانون التقاعد وغيرها من الملفات حيث يجد أغلب المواطنين أن من صوت لهم لا يستحق الصعود للمجلس مرة أخرى، وكذلك يفسر هذا لماذا أن أغلب المترشحين الذين حضورا إشرافية الجنوبية كانوا متفقين بلا موعد على كلمة “إرجاع الثقة بالبرلمان” لأنهم وجدوا أن عددا كبيرا من الناخبين ناقم بسبب تلك الملفات.
ومن خلال تتبع “البلاد” لحالة الدائرة الرابعة حاولت أن تستقرئ المشهد الانتخابي للدائرة من خلال لقائها مع المترشح النيابي المستقل أحمد ألبي الذي ذكر أن سبب ترشحه هو من أجل الحفاظ على مكتسبات الوطن والمواطن واعادة الثقة بالمؤسسة التشريعية (بيت الشعب)، مؤكدا أن حظوظه الانتخابية قد ارتفعت مقارنة بانتخابات 2018 والتي فاز بمقعدها النيابي النائب علي زايد بعد تقديم دعمنا له في الجولة الثانية، وأضاف “أننا جديرون بخوض المعترك النيابي من جديد هذا العام بخطوات ثابته متمنين بأن نكون أحد المساهمين في صنع مستقبل أفضل وحياة كريمة لجميع المواطنين، ناهيك عن اختلاف المشهد الانتخابي هذا العام ووعي الناخب الذي تطور كثيرا عن سابقه مما سيؤهلنا لحصد أصوات أكثر تؤمن في الكفاءة والبرامج الانتخابية المبنية على أفكار منهجية خاضعة للقياس في حال فوزنا بالمقعد، مطمئنا الناخبين في رابعة الجنوبية بأنه لن يصوت ضد المواطن في أي حال من الأحوال، ولن يرفع يده في ملفات تمس مكتسباتهم.
التيار الديني يخسر الدائرة 
كثير من الناخبين في رابعة الجنوبية عبروا من خلال حساباتهم الشخصية عبر منصات التواصل الاجتماعي عن عدم رضاهم عن الناتج النيابي، وهذا مؤشر يفيد بأن “الندهة” الدينية بدأ ينخفض مستواها وارتباطها بعملية الانتخاب، وهذا مؤشر مهم لأصحاب الفكرة والذين يحملون الكفاءة والامتياز في العمل البرلماني، وأن الناخبين في طريقهم للدرجة الأولى نحو اختيار الأكفأ، ومما لا شك فيه أن هذا الوعي يجسد مخاوف لأغلب التيارات الدينية والتي تحمل عادة أجندات لا ترتبط مباشرة بالناخب، وعلى سبيل المثال فإن الأصالة تحتضن الكثير من المجمعات في هذه الدائرة وينتظرها عملا كبيرا لإقناع الناخب من جديد بأنها تمثل البوصلة الحقيقية لطموحاته، وهناك عدد لا بأس من الناخبين تشكلت لديهم قناعات جديدة حول عملية الانتخاب حتى لو كانوا من أبناء جلدة الأصالة.