ساعات الليل تمضي ولا أعرف كيف أنام، منهك جسدي رغم قلة حركتي، ما عدت أطيق الطعام، فقدت الكثير من وزني، اعتزلت عائلتي وأصبحت أسيرة لحزني وأفكاري، فقدت الرغبة في كل شيء، فأنا لا أبصر سوى السواد.

هكذا بدأت حديثها تلك الفتاة التي ارتادت عيادة نفسية لتصف حالتها للطبيب النفسي وهي تطلب المساعدة وتحتاج إلى علاج يخفف عنها الأعراض التي تعاني منها والتي أصابتها بعد فقد والدتها.

في العاشر من أكتوبر احتفل العالم باليوم العالمي للصحة النفسية وقد احتفلت به منظمة الصحة العالمية هذا العام 2022 تحت شعار (لنجعل الصحة النفسية والرفاهية أولوية شاملة للجميع) ومن هنا تأتي أهمية الاهتمام بالصحة النفسية للأفراد وتعزيز الوعي اللازم لمواجهة الاضطرابات النفسية والسعي للعيش بسلام في ظل الاستقرار النفسي المتمثل في توافق الفكر والشعور والسلوك، مع التأكيد على قدرة الفرد على حل مشكلاته ومواجهة الضغوطات الحياتية المتعددة، خصوصا بعد جائحة كورونا وما أحدثته من آثار نفسية شديدة ساهمت في انتشار الاضطرابات العقلية بحسب ما أوضحت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الذي أكد ارتفاع حالات القلق والاكتئاب.

إن اليوم العالمي للصحة النفسية يأتي ليعزز الوعي بالجهود التي تبذلها المجتمعات ويتمثل الوعي المهم في طلب المساعدة من المتخصصين وعدم التردد في المشورة النفسية أو الأسرية من أجل تجاوز الحالة النفسية العارضة والطارئة التي قد يتعرض لها أي فرد.

إن سعادة الأفراد تتمثل في حياة يسودها الاتزان النفسي والتوافق الذاتي والاجتماعي مع القدرة على العمل والنجاح والعطاء في المجتمع بجودة عالية.