يتميز شهر أكتوبر بتكثيف المواضيع التي تعزز الصحة النفسية تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يوافق العاشر من أكتوبر، ويعد إدراك هذا الموضوع أحد أوجه الوعي وبابا مهما للثقافة النفسية، وتعد الثقافة النفسية أحد أبواب المعرفة التي تثير الاهتمام وتستحق تسليط الضوء عليها باستمرار لما لها من صلة وثيقة بتكوين الفرد ورصد تفاعلاته والحكم على سلوكياته والأهم تمكينه من حل المشكلات والعيش بقدر من الاستقرار والتوازن النفسي والعاطفي وتحقيق الاستمتاع في الجوانب الذاتية والأسرية والمهنية وغيرها.
وفي حديثنا عن الثقافة النفسية لابد أن نتطرق لأهمية الاستشارات النفسية، فقد ازدادت في الآونة الأخيرة الحاجة لتوظيف العلاج النفسي والإرشاد الأسري كأحد مكملات الحياة العصرية نظرا لما تتطلبه أحداث الحياة الضاغطة التي أثقلت الأفراد بتعدد أوجهها، فما عاد الشقاء المادي ولا الاجتماعي ولا السياسي أهم أسباب التعثر بل أحياناً يتشكل الاضطراب من تلك الفوضى التي تحدثها الذات في إحدى مراحل العمر، ولا نستطيع تجاهل دور الأسرة إذا ما لم تؤد وظائفها على أكمل وجه فقد تكون سببا رئيسيا في الفوضى النفسية، وهذا الأمر يتطلب مساعدة وتدخلا من شخص مختص مؤهل بعلم ومهارة وخبرة ليتمكن من إحداث التغيير المطلوب الذي يعيد الشخص لواقعه ليمضي محققاً أهدافه.
إن ثقافة الاستشارات النفسية التي تتشكل لدى الأفراد تنطلق من جانب يتمثل في مدى تشكل الوعي والحاجة لطلب المساعدة بعيدا عن شبح الوصمة الاجتماعية، فهذا المصطلح الذي لا يزال يحدث الأرق لدى بعض الشخوص الذين يعتقدون أن العيادات النفسية تشرع أبوابها فقط للعصابيين.