العدد 5083
الأربعاء 14 سبتمبر 2022
banner
تقبل التغيير
الأربعاء 14 سبتمبر 2022

مربكة فكرة أن الأحوال لا تدوم ولا تثبت على ما هي عليه، حيث اعتدنا على سماع عبارة “دوام الحال من المحال”، لكن تصبح الفكرة أقل حدة إذا ما تم إدراك أهمية التغيير، والذي هو سنة الحياة والوجود، وهو جزء من سير منظومة الكون، فالفرد يمر خلال مراحل حياته بالكثير من التغييرات من خلال الأحداث والمواقف التي يتعرض لها والتي تجعله يتخلى عن بعض الأمور التي قد تصبح في الماضي، الإشكالية لا تقع في مبادئ التغيير بل مدى قدرتنا على تقبل النسخة الجديدة من الحدث الجديد الذي قد يداهم حياتنا، فبعض التغييرات تكون مفاجئة وتحدث بعض التوتر لصاحبها، خصوصا عند التعرض للأزمات، وبعض التغيير يحدث بعد تهيئة نفسية لتقبل الصورة الجديدة، لكن في كل الأحوال نجد أن أغلب الأفراد يواجهون مشكلة في تقبل التغيير، يمر الفرد في مقاومة التغيير بحسب رؤية علم النفس بمجموعة من المراحل يمكن تلخيصها في: مرحلة الصدمة، مرحلة السلبية، مرحلة الغضب، مرحلة التفاوض، مرحلة الاكتئاب، مرحلة الاختبار، مرحلة القبول، حيث إن جميع هذه المراحل تشكل عثرة في طريق تفكير الفرد من أجل تقبل التغيير فكلما زادت المقاومة تلاشت الفرص المتاحة لتقبل التغيير.
إن إدراكنا أهمية التغيير الذي قد يصادفنا سواء على مستوى العلاقات الإنسانية أو على مستوى الوظيفة أو تدخل الطبيعة لإحداث الكوارث، يعد من الأمور المهمة لأنه يعزز المرونة لدى الفكر بل ويجعل الفرد يحاول دائماً أن يجد الجانب المشرق في التغييرات التي تحدث، لأن تقبلها يحقق التكيف المناسب الذي يعين الفرد على استكمال مسيرته دون الوقوع في دائرة التذمر والسخط ومضاعفة القلق والتوتر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية