العدد 5062
الأربعاء 24 أغسطس 2022
banner
خطر الاغتراب الأسري
الأربعاء 24 أغسطس 2022

تشهد الأسرة تفاعلات ديناميكية مستمرة بين الأفراد، وذلك لما تتطلبه طبيعة العلاقات الأسرية من تواصل، سواء كان بين الزوجين أو بين الأبناء، الأمر الذي يخضع الأسرة لمتغيرات دائمة في العلاقات بحسب المواقف الأسرية المتجددة والظروف التي تمر بها. 
تكثر الظواهر النفسية والأسرية في محيط الأسر، ولعل أبرزها ظهور مشكلة الاغتراب الأسري الذي يهدد كيان الأسرة ويساهم في تصدع النسق الأسري، يعد الاغتراب الأسري أحد المصطلحات الحديثة، والذي أصبح يعبر عن آثار الفجوة الأسرية وانعكاساتها على أفراد الأسرة الواحدة، ويمثل إحدى المشكلات التي يعيشها الأبناء في أسرهم في هذا العصر، حيث تتجلى مخاطر المشكلة في مظاهر العزلة والشعور بالغربة وعدم القدرة على الاندماج في المحيط الأسري، وكذلك عدم القدرة على تعزيز التواصل السليم مع الأبوين، حيث يشعر الابن وكأنه في عالم منفصل لا يمت للأسرة بصلة حتى تغيب ملامح الانتماء لهذا المحيط المهم، في الوقت الذي تكون فيه الأسرة الملاذ الأول للأبناء لتلبية كل الاحتياجات وتعزيز الشعور بالأمن النفسي، وبذلك يكون هناك غياب واضح لمعالم الانسجام والتوافق الاجتماعي، والذي بدوره يجر إلى ظهور مشكلات أخرى أكثر تعقيدا كالاغتراب النفسي وسهولة الانحراف والانجرار وراء المغريات الخارجية عدا خطر الوقوع كفريسة سهلة للاضطرابات النفسية.
إن مخاطر الاغتراب الأسري ما هي إلا نتيجة ممارسات أسرية خاطئة بالدرجة الأولى، ولعل أبرزها سوء العلاقة بين الزوجين، والتي تجعل الأبناء ضحايا للاغتراب الأسري، فالحرمان العاطفي والإيذاء الجسدي واللفظي وعدم إشباع حاجات الأبناء من أهم أسباب الاغتراب، كما أن التفكك الأسري يلعب دورا كبيرا أيضا، ولا يمكن التغافل في الوقت الراهن عن دور الأجهزة الإلكترونية التي عززت الشعور بالاغتراب الأسري لدى الأبناء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .