العدد 5055
الأربعاء 17 أغسطس 2022
banner
تربية الشباب
الأربعاء 17 أغسطس 2022

تعتبر التربية من أعظم المهمات التي يتولاها الزوجان منذ اتخاذ قرار تأسيس أسرة ناجحة، وهي المهمة التي لا تنتهي ولا يمكن تحجيمها باقتصارها على مرحلة عمرية محددة، لأن مسيرة تربية الأبناء مستمرة، بل وتزداد تعقيدا مع كبر الأبناء وتعدد احتياجاتهم، خصوصا عند بلوغهم مرحلة الشباب التي تعد من أهم مراحل عمر الإنسان لما تتسم به من قوة ونشاط وطاقة متجددة، الأمر الذي يجعل المربين يحرصون على تطبيق أفضل الممارسات التربوية، وأداء المهمات التي تساهم في بناء شخصية الشاب بصورة متوازنة تتسم بالنضج الفكري، عدا عن التأكيد على إكساب هذا الشاب القيم والفضائل انطلاقاً من مبادئ الإسلام التي تساعده على التعايش السليم مع أفراد المجتمع، وتعزز لديه القدرة على اتخاذ القرارات في مسارات الحياة المختلفة، وكذلك تقليل الصراعات النفسية التي قد يتعرض لها الشاب في بعض الأحداث الحياتية.
إن تربية الشباب اليوم أصبحت مسؤولية كبيرة، وهي في الوقت ذاته مشتركة ما بين الأسرة والمجتمع، ويتطلب الإعداد لها تحديد الأهداف لما تتميز به المرحلة من خصائص تتطلب الدعم لكي يتم استثمار مرحلة الشباب بصورة صحيحة مع تقليل الوقوع في العثرات، إن تلبية الاحتياجات في هذه المرحلة تعد أحد عناصر التربية المهمة، سواء كانت احتياجات اقتصادية أو نفسية كتحقيق الأمن النفسي وتعزيز التقدير والاهتمام وحل المشكلات، أو تلبية الاحتياجات الفكرية من خلال دور الثقافة واستثمار المهارات لدى الشباب وتحرير طاقاتهم الكامنة في المجالات الإبداعية المتنوعة.
إن الشاب الذي ينشأ في بيئة صحية وتتم تهيئة الأرض الخصبة له للعطاء سيشكل إضافة نوعية في المجتمع، من خلال فكره وإبداعه وتوافقه النفسي وشغفه في تقديم الأفضل، ذلك أن التربية السليمة للشاب تعني النهوض بالوطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية