بحثت سيدي القارئ عن ترجمة مناسبة أو تعريف مبسط للمصطلح “Self ego” فوجدت العديد. ولكن التعريف أو الترجمة التي استوقفتني وشدتني وخلتها تفي بهدفي وتكاد تترجم وبصورة واضحة موضوع مقالتي هذه هو التعريف أو الترجمة التي تقول إنه “غرور الذات” أو “غرور الذات المفخمة” أو الـ “أنا المفخمة”. وحول هذا التعريف، ربما يمكنني القول سيدي القارئ إنه متى أدخل الفرد نفسه في هذه الدائرة فكأنه قد قرر لا إراديًا أن يمنح الحكمة إجازة قسرية. إليك سيدي القارئ هذا الموقف:
 يجب أن يعرف ويعي هذا المدير بأني أنا أكثر تأهيلًا منه فهو لا يمتلك المؤهلات الرفيعة التي أمتلكها أنا ولا حتى القدرات.. قاطعه زميله متسائلًا بخبث: ما الذي تنوي فعله؟ هل ستستمر في التذمر والشكوى؟ أنا أعرفك رجل قرار وأقدر مؤهلاتك وأكاد أراك في أعلى المناصب. رد صاحبنا على زميله وبحماس شديد:
 في الحقيقة الملاحظات التي يبديها هذا المدير على الدراسات والتقارير التي أرفعها إليه لا تعجبني وأعتبرها عدم ثقة في قدراتي ومؤهلاتي التي أعتز وأعتد بها خصوصا ملاحظاته تلك المتصلة بطلبه استشارة الاختصاصيين. أنا الاختصاصي، أنا أمتلك الكفاءة والمؤهل، فلم الحاجة للاستشارة؟ سكت صاحبنا للحظات ثم تابع: لقد اتخذت قراري! وأنا متوجه لمقابلة هذا المدير الآن لأسلمه إياه. 
 ناول صاحبنا قراره للسكرتير وطلب منه إيصاله إلى المدير. نظر السكرتير إليه قائلًا وبهدوء: سأحتفظ بخطابك وسأرتب لك موعدًا لتسلمه له بنفسك. أود فقط أن أؤكد لك شيئًا مهمًا وهو أن هذا الرجل يحترمك ويقدرك ودائم الحديث عنك وعن إخلاصك وولائك وقدراتك. تابع السكرتير قائلًا: أنا لا أعرف فحوى خطابك ولكنني وددت أن أبيّن لك هذا بحكم زمالتنا وحداثة انخراطك في الحياة العملية. 
 يقول أحد الاختصاصيين في هذا السياق، إن غرور الذات المفخمة يعمل على تحجيم وضبابية رؤيتنا للأمور ويفسد سلوكياتنا وغالبًا ما يدفعنا إلى القيام بأعمال تخالف قيمنا وتؤثر في قراراتنا. ما رأيك سيدي القارئ في هذا الموقف على ضوء ما قاله هذا الاختصاصي؟