شئنا أم أبينا، التغيير سنة كونية من سنن الحياة! فدوام الحال من المحال، فلا الإنسان يبقى على حال، ولا الكون من حولنا يستمر على منوال، فتقلب الدهر وتتابع الأيام وتعاقب الليل والنهار، إنما هي إشارات واضحة وجلية على أن التغيير سمة متلازمة في حياة كل فرد، وإنه من الأهمية بمكان أن يتكيف الإنسان مع المتغيرات التي تحدث من حوله وأن يواكب المستجدات التي تجري من تحته، حتى لا يبقى في آخر الركب فيموت وهو واقف، ذلك أن الحياة لا تقبل التوقف.
خيراً فعلت القيادة عندما قامت بالتعديل الوزاري الأخير، حيث تمخضت هذه التغييرات ضخ دماء جديدة وإبراز وجوه فتية في جعبتها أفكار جديدة برؤى شبابية ذكية، ساهمت في انبثاق سلسلة من القرارات الحيوية الجريئة التي تصب بدورها في مصلحة الوطن والمواطن، وتسهم في دعم أهداف المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ولعل من أبرزها على الساحة المحلية برنامج التمويلات الإسكانية الجديدة، حيث قامت السيدة آمنة بنت أحمد الرميحي وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني بالإعلان عن هذا البرنامج المتنوع، والذي جاء تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لصياغة حلول مبتكرة للإسكان بالشراكة مع القطاع الخاص، وذلك لتسريع وتيرة الإنجاز، فما إن وطأت قدماها أرض الوزارة، حتى لاحت في الأفق تباشير الانفتاح على الواقع ومتطلباته، فما قامت به الوزيرة كان بمثابة قراءة متأنية لاستشراف المستقبل وفق متطلبات الوضع الراهن مع الإبقاء على الثوابت والأهداف الوطنية.
هكذا تنبري العقول الفتية عندما تنال حظها من التقدير وحسن الاختيار، ليس قدحاً في من سبق من رواد الوطن المخلصين، فلكل زمان دولة ورجال، إنما المراد هنا تحريك المياه الراكدة وفتح المجال أمام الطاقات الشبابية والدفع بالدماء الجديدة لأنها عنصر النجاح في تعزيز مسيرة التنمية، الأمر الذي يجعلنا نطمع في رؤية المزيد من هذه الوجوه المبشرة وهي تساهم بما لديها من حيوية ومعرفة ونشاط في بناء صروح هذا الوطن في مختلف القطاعات من أجل غدٍ أفضل.