العدد 5042
الخميس 04 أغسطس 2022
banner
للبلدي الفاشل... ابق في منزلك
الخميس 04 أغسطس 2022

أظن أنني لست بحاجة لأن أعود إلى نقطة البداية فأذكر بأن العضو البلدي الفاشل الذي لم يقدم طوال أربع سنوات في دائرته ملامح التغيير والتجديد، خير له البقاء في منزله ومحيطه، وأن يخفف على أهالي الدائرة الكوارث والنكبات بأن لا يخرج علينا فاردا جناحيه كالتنين الكاسر على الطراز الصيني القديم.
أحد هؤلاء البلديين “أقسم بالله العظيم وأنا مسؤول عن كل حرف أكتبه” درس الجفاف والقحط، ولا يعرف أي شيء لا من قريب ولا من بعيد عن العمل البلدي، والفترة التي قضاها في الدائرة ربما كانت أشد حالة مرت بها الدائرة من الإهمال والفوضى الشاملة، والتدهور على جميع المستويات. أعرف الدائرة جيدا كما أعرف غرف وممرات بيتي، فمن الناحية العملية البحتة ومن حيث المحصلة الصافية، لم يحدث أي تغيير يتوافق مع المرحلة الجديدة لـ “المدينة” والدائرة المعنية، في حين أن الدائرة المجاورة استطاع العضو البلدي فيها وبحكم درايته وعلمه ومثابرته تلبية احتياجاتها الجديدة أو المتجددة، ومازالت المشاريع في الطريق وكل هذا العمل بعيد عن الجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي.
ليس حكما قاسيا على هذا العضو البلدي أو غيره، لكننا أمام نظرية صحيحة بمفهومها العام، وكل شيء واضح أمام المواطن البسيط، ولم يعد هناك مجال للمجاملات والتعليق بـ “الله يوفقك.. ما قصرت.. فالك الفوز”، وكل من يلقي مثل هذه التعليقات سيرث الخراب في الدائرة، لأن التحدي الحقيقي الذي يواجهه هو قول الحق والمقارنة بين دائرته والدائرة “الثانية” التي لا تبعد عنه سوى عدة أمتار، وكيف بلغت المكانة المرموقة، حيث تسير على خطة متكاملة على أسس علمية مدروسة، لا مجرد مثلجات وحلوى وكنس الشوارع واستعراض العضلات بـ “تناكر الماي وجم مرتفع”.
العمل البلدي ليس عملا عاديا كعمل كل يوم، والمواطن من حقه أن يرى النجاح والإنجازات على أرض الواقع ملموسة، وإن لم يرها طوال أربع سنوات، عليه أن لا يعيد ثقته في من لم يستطع حمل الأمانة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .