العدد 5035
الخميس 28 يوليو 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الوجه الآخر للديمقراطية العربية
الخميس 28 يوليو 2022

فلسفة الديمقراطية هي إحدى الفلسفات الغربية، كالعلمانية والرأسمالية وحرية الأديان والتعبير، والتي ظهرت عقب ثورة الفلاسفة في أوروبا الغربية ضد سلطة الكنيسة المقدسة وهيمنتها على الحياة السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، وثورة الفلاسفة هذه جاءت لقلب الطاولة على مختلف مفاهيم الكنسية، فدعوة الفلاسفة وتنظيراتهم ضد احتكار الدين الواحد أنتج فلسفة حرية ممارسة الأديان، والثورة على تدخل الكنيسة بكل شؤون الحياة أنتج فلسفة العلمانية، والثورة ضد الاحتكار المالي لقوت الشعب أنتج فلسفة الرأسمالية، والثورة ضد منع الكنيسة الشعب والطبقات الشعبية من المشاركة في رسم سياسة الدولة أنتج الديمقراطية، لهذا فإن الديمقراطية الغربية وبقية الفلسفات جاءت كردة فعل ضد هيمنة الكنيسة وليس كتطور لنظام المشاركة الشعبية أو نظام الحكم.
لكن هذه الفلسفة ورغم أنها تستخدم كوسيلة لتحقيق مصالح الدولة الغربية بما فيها سياسة الهيمنة على بقية الدول أو سياسة التحالفات الإقليمية أو حتى سياسة إشعال الحروب بين الدول، إلا أنها في العالم العربي مرتع خصب للعملاء والخونة وبيع الوطن والشعب وتاريخه للدول الإقليمية لتحقيق المصالح الشخصية لأفراد الحزب، سواء كان حزبا إسلاميا عربيا أم حزبا عربيا ليبراليا أم حزبا عربيا قوميا.
والأمثلة كثيرة جدا على استخدام هذه الأحزاب العربية للديمقراطية والتباكي عليها من أجل مصالحها الشخصية، ولعل الأحزاب العربية الدينية الموالية لإيران كحزب الله والأحزاب الدينية العراقية والحوثيين مثال واضح على استغلال هذه الأحزاب للديمقراطية لبيع العراق واليمن ولبنان لإيران.
أيضا حزب الإخوان المسلمين مثال واضح على كيفية استخدام هذا الحزب للديمقراطية لبيع مصر والأردن وتونس وليبيا والمغرب والسودان حال وصولهم للحكم، ورأينا كيف أن هذا الحزب أراد تسليم هذه الأوطان لكل من إيران والعثمانيين بقيادة حزب العدالة والتنمية واستقواء هذا الحزب بهما، حيث سيسلم جزءا كبيرا من الوطن العربي وثرواته ومقدراته، ليستفيد منها ملالي إيران وحزب العدالة والتنمية على حساب الإنسان والمجتمع العربي، من خلال ديمقراطية الخيانة والعمالة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية