العدد 5031
الأحد 24 يوليو 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
عندما ينتصر العرب المسلمون
الأحد 24 يوليو 2022

اختتمت قمة جدة للأمن والتنمية أعمالها بمشاركة دول منظومة مجلس التعاون الست، والعراق والأردن ومصر، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس بايدن، وسط ترحيب كبير من قبل الدول المشاركة التي أكدت نجاح أعمال القمة في تحقيق النتائج المرجوة لها.
وبنظرة سريعة على سياسة وفلسفة الدول المشاركة بالقمة وربطها بنتائج القمة، نجد أن العرب بقسميهم “دول الخليج” و”دول التنسيق العربي العراق والأردن ومصر”، حققوا نتائج عظيمة ستأتي نتائجها بالمستقبل القريب، بينما لم تحقق واشنطن كامل ما كانت تطمح إليه بمشاركتها بهذه القمة.
فالعرب، ولنبدأ بالدولة المضيفة المملكة العربية السعودية، حققت نتائج فاقت التوقعات، أولى هذه النتائج زيارة الرئيس بايدن ولقاؤه بالملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتمثل هذه الزيارة أكبر صفعة لليسار الأميركي والعصابة الدولية التي أدارت حملة العداء ضد الرياض والأمير محمد بن سلمان. 
والعرب المجتمعون بهذه القمة أرسلوا رسالتين: الأولى رسالة لواشنطن بأن التعامل الفردي السابق لواشنطن سوف ينتهي، وستبدأ معه مرحلة التعامل الجماعي معها، حيث رسم العرب خارطة طريق لا يمكن لدولة ما أن تحيد عنها لمصلحتها أولا، فقد مضى عهد السياسة الفردية وتحقيق المصالح الفردية للدولة على حساب أمن ومصلحة العرب وأمنهم.
الرسالة الثانية هي للدول والقوى الدولية الأخرى كالصين وروسيا، بأن عهد الوقوف كليا وبكل شيء مع واشنطن قد ولى، وجاء معه عهد تحقيق المصالح القومية والأمنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية للعرب، أي بالتعاون مع مختلف القوى الدولية.
إن هذه القمة بشرت بلاعب جديد على الساحة الدولية، ليس فقط السعودية أو مصر، بل العرب مجتمعون، قمة للعرب فيها كلمة تعيد لهم مكانتهم في صنع حضارة إنسانية عظيمة، كما فعلوا سابقا حينما حملوا لواء نشر الإسلام والدفاع عنه وحفظه منذ عهد الرسول الكريم مرورا بوقتنا الحالي وانتهاء بآخر يوم للبشرية على كوكب الأرض.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .