العدد 5022
الجمعة 15 يوليو 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الناتو العربي
الجمعة 15 يوليو 2022

عند بداية تأسيس الجامعة العربية، كان من ضمن أهدافها الأمن العربي وحمايته والذود عنه، وهذا المفهوم اتخذ عدة آليات وطرق منها الأمن الاقتصادي والمجتمعي، والأمن السياسي للدول العربية، بالإضافة إلى الأمن الدفاعي والعسكري، والذي يتمثل بمعاهدة الدفاع العربي المشترك، حيث تتعهد الدول الأعضاء بالدفاع عن أية دولة عضو بالجامعة العربية إذا ما تعرضت للعدوان من أية قوة خارجية، وقد تم تطبيق معاهدة الدفاع العربي المشترك خلال حرب 1973، إذ اشتركت مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق والكويت والسعودية وبقية الدول العربية بهذه الحرب، ثم جاء غزو الكويت ليتكرر سيناريو الدفاع العربي المشترك لتحرير الكويت من قبل دول الخليج ومصر وسوريا والمغرب.
بعدها قامت دول الخليج بتفعيل منظومة الدفاع الخليجي المشترك من خلال “درع الجزيرة”، وقد كانت جوهرة تفعيل قوة درع الجزيرة من خلال التصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة في البحرين، والتي قامت بها أذرع إيران بالخليج، وقد أتت بعد ذلك اتفاقيات أمنية عسكرية بين الدول الست لتأمين أقصى معايير الدفاع العسكري للدول الأعضاء.
ويدور الحديث الآن في الأوساط العربية والدولية سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي حول مشروع مفترض لم تتأكد صحة تأسيسه بعد، أطلق عليه اسم “الناتو العربي” أو “الناتو الشرق أوسطي”، لكن لو صحت هذه الأقاويل بتدشين هذا الناتو، فإن فلسفة هذا الناتو في اعتقادنا يجب أن تكمن في أن يكون “عربيا خالصا”، لأنه يعني أن هذا الناتو العربي مستقل ومنفتح على القوى الكبرى واشنطن والاتحاد الأوروبي وموسكو وبكين والهند أيضا، ما يعني فقدان الدول الكبرى الكلمة الأولى سياسيا وعسكريا واقتصاديا على منطقة الشرق الأوسط، واستفراد الدول العربية بقرار أمنها ومصالحها بمنطقة الشرق الأوسط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية