العدد 5004
الإثنين 27 يونيو 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أين أنتم الآن؟
الإثنين 27 يونيو 2022

عقد من الزمان وأكثر شهدته أمتنا العربية المسلمة بشرنا بالإصلاح والديمقراطية والتطور والنهوض والأمن والاستقرار والازدهار وإسقاط الدكتاتورية ومحاربة الفساد تحت مسمى الربيع العربي، لنكتشف لاحقا أنها مؤامرة قذرة نتنة أرادت تقطيع أوصال الأمة العربية المسلمة، قادها أقذر ما في الكون من بشر سيطر عليهم حب الانتقام من العرب المسلمين، وسيطرت على بعضهم شهوة السلطة مقابل العمالة وبيع الأوطان للهلال الشعوبي ملالي إيران والعثمانيين الجدد، بدأوها بتونس الخضراء ليأتي الإخوان وحلفاؤهم ويذيقوا التونسيين عقدا من الانهيار وعدم الاستقرار والفساد والسرقات قبل أن ينتفض عليهم التونسيون ويسقطونهم، فأين أنتهم الآن يا حثالة العرب؟ لقد أسقطناكم ووضعناكم تحت أقدامنا وتخلصنا من جزء من مؤامرة الربيع العربي.
ثم أكملوا مسيرتهم وأرادوا تسليم البحرين لكسرى طهران، هاتفين بشعار الجمهورية الإسلامية، مقسمين شعب البحرين إلى تصنيفات، وأرادوا من إسقاط البحرين الولوج إلى كل دول الخليج، فأين أنتم الآن يا حثالة العرب؟ لقد أسقطناكم وكنتم تحت أقدامنا، وتخلصنا من جزء من مؤامرة الربيع العربي.
ثم جاءت مصر وتسللوا إليها في غفلة من الزمن، واستلموا الحكم وبدأوا رحلة تفكيك أسس الدولة، وتسليمها لأسيادهم العثمانيين والصفويين والليبراليين من اليسار الأميركي، فأين أنتم الآن يا حثالة العرب؟ لقد أسقطناكم ووضعناكم تحت أقدامنا وتخلصنا من جزء من مؤامرة الربيع العربي.
وبعدها جاءت ليبيا واليمن، واستمروا بالعبث بالعراق وسوريا ولبنان، واستمروا في مخططهم تحت حجة الإصلاح والديمقراطية، واستمروا في رفع راية الإسلام الإخواني والإسلام الصفوي والإسلام العثماني والإسلام الليبرالي الشاذ، بدعم واضح من اليسار الأميركي، باستثناء فترة ترامب، وبدعم أوروبي واضح وصريح، فأين أنتم الآن يا حثالة العرب ومن دعمكم من حثالة الغرب والشعوبيين؟ لقد أسقطناكم وتخلصنا من جزء من مؤامرة الربيع العربي. وسنحتفل في يوم من الأيام بطرد آخر قذر منكم من بلادنا العربية الإسلامية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية