العدد 4979
الخميس 02 يونيو 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أزمة أوكرانيا.. أزمتها هي؟
الخميس 02 يونيو 2022

أزمة أوكرانيا هو العنوان الفرعي لسلسلة المقالات التي نشخص فيها ما يحدث في أوكرانيا، ولذلك سبب مهم، وهو أن جملة “أزمة أوكرانيا” تعود إلى أوكرانيا التي تسببت بهذه الأزمة لنفسها، وكانت مجرد طعم رماه الناتو وتحديدا الأنجلوسكسونية الجديدة لتحقيق مصلحة واشنطن ولندن، بمعنى أن الأنجلوسكسونية الجديدة أرادت تحقيق هدفها وهو إضعاف أوروبا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، فواشنطن ولندن لا تريدان أن يكون لهما منافس غربي، بل أن يكون من يقود الغرب المسيحي ليست أوروبا المتحدة والمتوحدة بقيادة الاتحاد الأوروبي الذي انسحبت منه بريطانيا، بل الأنجلوسكسونية الجديدة عن طريق الناتو الذي تهيمن عليه فعليا واشنطن ولندن، لهذا نرى أن الأنجلوسكسونية الجديدة هي التي تحرك أوروبا عسكريا وأمنيا، فنشاهد واشنطن ولندن تستخدمان دول الناتو الأوروبية لدعم سياساتها بدءا من غزو العراق وليبيا واحتلال شمال سوريا وأفغانستان، وهاهما الآن تقودان الاتحاد الأوروبي وتجعلانه بوجه المدفع أمام الروس. 
لهذا نعود للسبب الأول لاستخدامنا جملة أزمة أوكرانيا، حيث إن أوكرانيا هي من تسببت بأزمتها بنفسها، وهي انخدعت بالتطبيل والتصفيق الذي كانت واشنطن ولندن تمارسه، واعتقدت أنها قادرة على تحدي روسيا، في وقت هي ليست فيه عضوا لا بالاتحاد الأوروبي ولا بالناتو حتى يتدخل عسكريا ويحارب الروس، استنادا لبنود الناتو التي تقول إن أي اعتداء على أية دولة من دول الناتو، يعتبر حربا ضد كل الدول الأعضاء، وهو ما لا ينطبق على أوكرانيا، بمعنى أن أوكرانيا لم يكن لديها أي سند ولا دعم عسكري عندما تحدت روسيا وجاهرت بكل غرور أو غباء بأنها ستكون عضوا بالناتو، ولم تراع مصلحتها كونها تقع بين عدوين لدودين هما روسيا والاتحاد الأوروبي، ولم تنتهج الحياد لكي تأخذ مصلحتها من هذا وذاك.
فلا تلوموا روسيا ولا تلوموا الأنجلوسكسونية الجديدة، ولا تلوموا ماكرون الذي أكد أن انضمام أوكرانيا قد يستغرق على أقل تقدير 15 عاما. لا تلوموهم.. لكن لوموا أنفسكم لأنكم أنتم من تسببتم بما أنتم فيه يا أوكرانيا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .