العدد 4972
الخميس 26 مايو 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أزمة أوكرانيا.. القوى الناعمة الغربية
الخميس 26 مايو 2022

شعارات حقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة، مبادئ نبيلة وعظيمة، لكن بشرط تطبيقها بكل عدالة وشفافية على الجميع، لكن الحقيقة أن هذه الشعارات تستخدم من دون عدالة مطلقا ووفق المصلحة كما هو الحال مع الدول الكبرى، فهي تتباكى على حرية الإعلام وحقوق الإنسان وفقا لمصلحتها، وتتصدى لهذه المبادئ إذا ما تعارضت مع مصلحتها، فالغزو الأطلسي للعراق مثلا حلال لأنه دفاع عن أمنهم وحقوق الإنسان وحرية التعبير والإعلام!! لكن روسيا التي أرادت إيقاف الناتو من الاقتراب لحدودها عن طريق أوكرانيا فحرام عليها، لهذا قاموا بمنع المؤسسات الإعلامية الروسية من ممارسة حرية الإعلام.

هذه حقيقة لا ينكرها السياسيون الغربيون أنفسهم، ولا الأحزاب الغربية ولا المؤسسات الإعلامية والحقوقية الغربية نفسها، والسبب هو أن المؤسسات الإعلامية التي تتغنى بشعارات حرية الإعلام والصحافة وحرية التعبير، إضافة إلى المؤسسات الحقوقية الغربية التي تتخذ من الدفاع عن حقوق الإنسان شعارا لها، تعلم أنها قوى ناعمة غربية مهمتها الدفاع عن مصالح وأمن وأهداف دولها الغربية، فحينما تركز مثلا منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش على ما تقول إنه انتهاكات لحقوق الإنسان، وما تسميه جرائم ضد الإنسانية للقوات الروسية بأوكرانيا، من دون النظر في جرائم القوات الأوكرانية، خصوصا أفراد كتيبة آزوف النازية، ضد أبناء جلدتهم من الأصول الروسية، وبدعم وتركيز من قبل المؤسسات الإعلامية الغربية، فإن ذلك يثبت بالدليل القاطع أن هذه المؤسسات الحقوقية والإعلامية هي قوى ناعمة غربية مهمتها الأساسية الدفاع عن القيم والمصلحة الغربية المتمثلة بالاتحاد الأوروبي والناتو والأنجلوسكسونية الجديدة "واشنطن ولندن".

ولو نظرنا إلى غزو العراق من قبل واشنطن ولندن وباريس وغزو أفغانستان من قبل الناتو وغزو الناتو ليبيا واحتلال الناتو شمال سوريا، لتأكدنا أن هذه المؤسسات الغربية الحقوقية والإعلامية ما هي إلا قوى ناعمة لتحقيق مصلحة أصدقائنا الغربيين، وهي بذلك قوى ناعمة وطنية لدولها، عكس بعض المؤسسات العربية التي تتشدق بحرية الإعلام وحقوق الإنسان وهي مجرد مؤسسات عميلة للخارج.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية