العدد 4968
الأحد 22 مايو 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أزمة أوكرانيا.. ضياع الإعلام العربي (2)
الأحد 22 مايو 2022

ماذا عن الإعلام العربي وموقفه من أزمة أوكرانيا؟ ونقصد الفضائيات الإخبارية العربية على وجه التحديد. في الواقع من حق الإعلام الغربي أن يتخلى عن شعارات حرية الإعلام ويقف مع سياسات دول الناتو، ومن حق الإعلام الروسي أن يدافع عن وجهة نظر موسكو، لكن لو نظرنا للفضائيات الإخبارية العربية على وجه التحديد وما تبثه من محتوى إخباري بخصوص أوكرانيا، سنجد أن هذه المواد الإخبارية مؤيدة وداعمة للناتو وأوكرانيا وبطريقة قد لا يلاحظها المشاهد العادي، فكما هو معروف فإن بعض الدول العربية، والتي تتبعها هذه الفضائيات، كانت على الحياد بهذه الأزمة، لكن وقوف بعض هذه الإخباريات بشكل غير حيادي يثير عدة تساؤلات! فبث محتويات إعلامية حصرية تسلط الضوء على العائلات والمجتمعات الأوكرانية بشكل درامي، لإثارة عواطف المجتمع العربي وسكب دموعه، في الوقت الذي تتعرض فيه آلاف الأسر العربية لمآس أضعاف ما تعانيه هذه الأسر الأوكرانية، لا معنى له إلا عدم الحيادية.
فماذا تريد هذه الفضائيات من إبراز مآسي الأوكرانيين وبشكل أكثر مما تبثه فضائيات أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي وواشنطن ولندن؟ هل تريد للمشاهد العربي أن يركز على مآسي الأوكرانيين وينسى مآسي الأمة العربية؟ هل تريد هذه الفضائيات استرخاص قيمة الإنسان العربي على حساب الأوكراني؟ أيضا بث مواد تمجد بشكل مباشر وغير مباشر الجنود الأوكرانيين وبطولاتهم ووطنيتهم بشكل لم تبرزه حتى القنوات الغربية الداعمة لكييف، إنما هو استهزاء بكل البطولات التي قام ويقوم بها الإنسان العربي وبطولاته في تحرير أرضه من دنس الصفويين والعثمانيين، أيضا الترديد الببغاوي الإعلامي لكل ما تقوله كييف من تحقيق إنجازات وتضخيم هذه الإنجازات بشكل مبالغ فيه لم ترتكبه حتى فضائيات أوكرانيا وأوروبا، بل إنك حينما تسمع مراسلي هذه الفضائيات وما يبثونه من كييف يخيل لك أن هذا المراسل أوكراني من كتيبة آزوف القومية، وليس مراسلا عربيا محايدا.
مع الأسف فإن تعامل غالبية الفضائيات العربية، أقول غالبية وليس قناة بعينها، لم تكن محايدة بخصوص أزمة أوكرانيا، بل متورطة بدعم أوكرانيا وكأنها قنوات تابعة للناتو وليس لدول عربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية