+A
A-

سيّاح يتغزّلون في السعودية وأهلها بعد زيارتهم

تتميّز المملكة العربية السعودية بمقوّمات مختلفة صنّفتها في مرتبة متقدمة على خريطة السياحة العالمية، حيث شهدت في السنوات الأخيرة العديد من مظاهر التطور والتي جعلتها محط أنظار ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم وبخاصة في ظل الشهادات الإيجابية التي لا يتردد الزوار في ذكرها وتتعلق بروعة المناظر الطبيعة والآثار، وعراقة وكرم ضيافة السعوديين، وصنعت بطريقة عفوية قوة ناعمة.

وخلال الفترة الماضية، حرص العديد من السياح على توثيق تجارب رحلاتهم في السعودية، وتغزلوا في كرم أبنائها وحُسن استقبال الضيوف، فضلاً عن التطورات الهائلة التي حدثت خلال السنوات الماضية، والتي عززت مكانة السعودية بين دول العالم من حيث جذب السياح.

 

أكثر أمنًا من أوروبا وأمريكا

وأخيرًا، تصدّرت صورة السياحة في السعودية عناوين وسائل الإعلام العالمية، بعدما روت لاعبة التنس البلجيكية الشهيرة "أليكسيا تاشبيفيا" تجربتها في المملكة، وعبّرت عن مدى شعورها بالرضا والأمان أثناء إقامتها في المملكة، حيث أوضحت أنها شعرت هنا بالأمان أكثر من أي بلد آخر.

وقالت "تاشبيفيا" في مقطع فيديو نشرته على صفحتها في موقع ”تيك توك“ : ”يسألني الناس إذا كنت أشعر بالأمان هنا في المملكة العربية السعودية وإذا كنت أخشى العيش هنا، والإجابة هي أنني لست خائفة وأشعر بالأمان التام"، وأضافت :"عشت في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا، ومع ذلك فإن السعودية هي أكثر الدول أمانًا من بين تلك الدول التي زرتها حتى الآن، يمكنك المشي في الشارع دون إزعاج، ويمكنك ترك هاتفك في مكان ما وسيبقى في مكانه دون أن يلمسه أحد“.

وتابعت اللاعبة صاحبة الـ20 عامًا : "لا أشعر بأي خوف، وكسيدة أعيش في أمان تام في السعودية وأسير في الشارع ولا يحدث لي أي شيء .. النساء يعشن هنا في أمان تام، الناس هنا يتعاملون باحترام تام، النساء وكل من يسألني عن زيارة السعودية أقول لهم إنها آمنة تمامًا“.

 

حملات كاذبة

ولم تكن "تاشبيفيا" هي الأولى، حيث سبقتها سائحة أمريكية كانت وثقت مقطع فيديو أثناء تجولها في أحد شوارع السعودية ردت من خلاله على الحملات الكاذبة ضد السعودية.

وفي الفيديو، قالت السائحة الأمريكية : "لا أعلم لماذا هناك حملات كاذبة في السوشيال ميديا ضد السعودية!!"، وتابعت :"هنا أمشي وحدي في الشارع لا أحد يضايقني، ولو أضع هاتفي في أي مكان لا تتم سرقته"، مضيفة : "السعودية من أكثر الدول أمنًا .. أكثر من أوروبا وأمريكا التي عشت فيها سابقًا".

 

حُسن الاستقبال

وبالطريقة نفسها، تحدثت سائحة أسترالية لمجلة "ترافلر دوت كوم"، عن تجربتها ورحلتها إلى السعودية، وبدأتها منذ اللحظات الأولى لوصولها مطار جدة في انتظار دخول المملكة، حيث أوضحت أنها لاحظت بين مسؤولي الجمارك موظفات شابات ترتدين العباءات السوداء، وحجاب رأس أسود، وكمامات سوداء، وبعضهن لا يتبين منهن سوى أظافرهن المشذبة بشكل جميل والعينين المحددتين بالكحل.

وأشارت السائحة إلى أنها خاضت العديد من التجارب الإيجابية في السعودية، موضحة أنها تعايشت مع مهام سياحية معتادة مثل شراء شريحة لهاتفها المحمول، وطلبت سيارة لكي تصل إلى الفندق الذي حجزته عبر الإنترنت وساعدتها سيدتان صغيرتان في مكتب السياحة المحلي، وهو جناح كبير مفتوح في وسط مطار جدة، بعد الترحيب بها بالقهوة العربية، والتمور الطازجة، وقدمت لها الموظفتان أسماء المطاعم المفضلة وقدمتا للسائحة نصائح عملية مثل عدم استخدام سيارات الأجرة العامة إذا كانت تعمل من دون "عدّاد"!

 

كرم الضيافة

وفي وقت سابق، أطلق سائح أوكراني يدعى "بيتر سانتيلو"، وهو من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو أثناء زيارته المملكة ؛ أشاد فيها بما وجده من حفاوة أثناء تجوله في البلاد وما شاهده من تلقائي غير مصطنعة في تعامل المواطنين معه.

وتغنّي السائح بيتر بكرم الضيافة، واستقباله بحفاوة من سعوديين دون سابق معرفة، وهو ما يفتقده في الغرب على حد قوله، وضرب مثلاً أن أحد المواطنين شاهده من الطابق العلوي، فنزل إليه، واستضافه بمنزله وسمح له بالتجول فيه، كما قدم له الشاي دون مقابل وهو ما اعتبره "بيتر" نوعًا من الخيال، لا يمكن رؤيته سوى في المملكة أو في الشرق الأوسط بشكل عام.

كما عرض "بيتر" بعضًا من مقاطع الفيديو، التي تظهر تجوله في المملكة وممازحته لبعض الأطفال، وكذلك لطيبة ولطف أهل المملكة، مؤكدًا أن ما رآه كان طبيعيًا وليس تمثيلاً.

تطورات مبهرة

وقبل أشهر قليلة، أبدى سائح أمريكي، انبهاره بالتطور الذي وصلت إليه السعودية، مشيرًا إلى أنه يأتي بخلاف الصورة النمطية السائدة عن المجتمع العربي، حيث قال على هامش زيارته لـ"موسم الرياض" :"على الرغم من أن زيارتي كانت الأولى للمملكة لكني استشعرت ألفة الناس والتطور الذي وصلته السعودية، بخلاف الصورة النمطية السائدة عن المجتمع العربي".

وأردف السائح الأمريكي، أنَّ استضافة أي حدث في المملكة بات أمرًا متوقعًا بعد سرعة التطور والإنجاز والمرحلة التي وصلتها السعودية حاليًا.

 

"سعودة" حياة يابانية

أمّا السائحة اليابانية "آنا آيكو"، فقد اختارت تنفيذ تجربة مختلفة لتعيش تجربة مميزة مع السعوديين والسعوديات في منازلهم، مبتعدة عن الفنادق السياحية الفخمة، لتتعرف عن قرب وتلمس بنفسها طبيعة الحياة اليومية للعائلات السعودية، لتكون بذلك قد قامت بما يمكن تسميته "سعودة" حياتها.

وأوضحت "آيكو" أنها قضت 26 يومًا في صحراء الربع الخالي، وزارت مختلف مناطق السعودية، واصفة أن حلمها أصبح واقعًا، فطالما حلمت بزيارة السعودية من صور متنوعة كانت تملأ منزل عائلتها في العاصمة اليابانية طوكيو، كان والداها قد التقطاها قبل أكثر من 40 سنة، حين كانا يعملان هناك.

وتجولت "آيكو" في 14 مدينة وقرية سعودية، عابرةً مختلف المناطق من الرياض إلى جدة وتبوك والدمام والخبر والهفوف والأحساء والقصيم والطائف والقنفذة وجازان وجزر فرسان وأبها ووادى الدواسر وغيرها ولم تغفل عنها الأودية والمواقع التي يصعب زيارتها.

ومن الأشياء المثيرة في رحلتها، أنها كانت تعيش معظم أيامها في منازل صديقاتها السعوديات، اللاتي سرعان ما تعرفن عليها واستضفنها في منازلهن، لتعيش تفاصيل حياة الأسرة السعودية من قلب المنازل، حيث أكدت أنها فوجئت بالمجتمع السعودي، حيث شعرت بأنها محاطة بالحب، من خلال الترحيب بها وحسن الضيافة، وكيف يساعد الناس بعضهم بعضًا. وتتابع أنهم "كعائلة كبيرة يعيش أفرادها في مكان واحد، وهم من ساعدوها على اكتشاف ومشاركة جمال بلادهم".

 

أفكار مختلفة

وفي عام 2022، حرصت "ماري تيسوت" وهي أوّل فرنسية تزور السعودية بعد أن فتحت أبوابها أمام السيّاح عقب إغلاق كورونا، على توثيق تجربتها، فأوضحت أن هذا البلد الذي كان "غريبًا عنها ثمّ صار بعد رحلتها صديقًا لها".

وعبر حسابها على "إنستغرام" نشرت السائحة الكثيرَ من الصور والتعليقات التي توثّق ذكريات رحلة مبهرة، وتجربة فريدة عاشتها في بلد لم تكن تعرف عنه قبل زيارته الكثير، فقالت :"وجدت نفسي أعبر الحدود السعودية الأردنية مع سعودي التقيته قبل ثلاثة أيام، لم يكن لديّ أي فكرة عما كان ينتظرني هناك؛ نظرًا للشهادات القليلة التي كانت موجودة في ذلك الوقت".

مكثت الفرنسية بالمملكة لمدة شهرين، وقضت شهرها الأول في رحلة برية بطول 5000 كيلومتر، أما شهرها الثاني فقد أمضته في الصحراء مع عائلة بدوية، كانت مدة كافية لتكوين فكرة مختلفة بعيدًا عن الأفكار المسبقة.

 

موقف مشرّف

وقبل أشهر قليلة، أثارت قصة سائح أجنبي اهتمام الملايين حول العالم، بعدما روى موقفًا مشرّفًا جمعه مع شاب سعودي يعمل في الفندق بجدة ، ظهرت فيه كرم وأصالة أبناء المملكة العربية السعودية، وهو ما جعله يعود لزيارة البلاد مرة أخرى.

وقال السائح إنه عاد إلى السعودية في زيارة ثانية، وقصد الفندق نفسه الذي نزل فيه المرة الأولى، بسبب تصرف مواطن سعودي اسمه محمد الغزاوي، موضحًا أن ما قام به الشاب دليل على كرم ضيافة الشعب السعودي، مضيفًا أنه أقله ورفاقه في سيارته الخاصة لحضور اجتماع بعد أن تأخروا عن موعدهم بحسب سبق.