العدد 5024
الأحد 17 يوليو 2022
banner
رؤية ملكية لرخاء وازدهار المنطقة والعالم
الأحد 17 يوليو 2022

كعادة جلالته دائمًا، وانطلاقًا من اهتمام وحرص جلالته على دول وشعوب المنطقة، وتأكيدًا لنهج مملكة البحرين المنفتح والمتعاون مع العالم أجمع، فإن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لا يترك مناسبة إقليمية ولا فرصة دولية ولا تجمعًا مهمًا وإلا ويطرح رؤيته الثاقبة والمتكاملة لأوضاع المنطقة والآليات المناسبة لحل مشكلاتها وأوجاعها والطرق الأفضل التي تسهم في تقدم وازدهار المجتمع الدولي واستقامة العلاقات بين دوله وأعضائه. 
ففي قمة جدة للأمن والتنمية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، أكد جلالة ملك البلاد المعظم أمام أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وملك المملكة الأردنية الهاشمية، ورئيس جمهورية مصر العربية، ورئيس مجلس وزراء جمهورية العراق، ورئيس الولايات المتحدة الأميركية، نقاطا مهمة ومحورية لأمن واستقرار هذه المنطقة الإستراتيجية للعالم، وفي الصدارة منها القضية المركزية للدول العربية وهي القضية الفلسطينية، ليؤكد جلالته ضرورة حلها بتسوية عادلة ودائمة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، بما يخلق الفرص الاقتصادية الواعدة والمستدامة للشعب الفلسطيني الشقيق ومشاركته الفعلية في التنمية الشاملة، وكذلك الأزمة اليمنية وضرورة التوصل إلى تسوية سياسية لها مع مواصلة الدعم الإنساني والتنموي للشعب اليمني.
وحدد جلالته أحد أهم مسببات الأزمات في المنطقة، الذي عانت منه مملكة البحرين، وما تزال، ودول المنطقة بوجه عام وهو التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول كتحد خطير يتناقض تمامًا مع القوانين الدولية، ويستلزم بشدة تضافر جميع الجهود لوقف هذا السلوك المتبع من قبل بعض الدول ويثير الفتن والقلاقل والأزمات، بما يضمن التعايش السلمي بين الجميع واحترام سيادة كل الدول.
أوضح جلالته بما لا يدع مجالًا لأي شك وفي رؤية حكيمة تأخذ بعين الاعتبار التحديات المستمرة والمستحدثة وأفضل الخيارات لمواجهتها والتصدي لها أن الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي لن يتحقق إلا بالتعاون والتضامن والعمل المشترك الفاعل، مؤكدًا جلالته أهمية استمرارية عمل القوات البحرية المشتركة وتفعيل قوات واجب مشتركة لحماية الملاحة الدولية وتأمين إمدادات النفط والتجارة العالمية ودعم جهود استقرار أسعار الطاقة العالمية، ومواجهة تضخم الأسعار وتشجيع مبادرات تصدير الحبوب والقمح وغيرها لتأمين وصولها للأسواق العالمية وتحقيق  الأمن الغذائي.
رؤية جلالة الملك في هذا الخطاب لا تخص مملكة البحرين فقط، وإنما تمس المنطقة بكاملها والعالم أجمع، فهي رؤية شاملة تتضمن معالجات لا يمكن الاختلاف في أهميتها وضروريتها وحتمية العمل على تنفيذها، فهي تضع النقاط على الحروف بشكل واضح وتحدد الطريق بكل حسم وبدقة متناهية لكل من يريد الخير والاستقرار لهذه المنطقة. 
المنطقة تمر بمنعطف خطير وتواجه تحديات جسيمة، وقد وضع جلالته نقاطًا لو تم تطبيقها لكان مصير المنطقة هو الاستقرار ومزيدا من الازدهار والتقدم والرخاء، فهي رؤية سباقة تضع مصلحة المنطقة والعالم في صدارة أولوياتها، وينبغي أن تتضافر كل الجهود الإقليمية والدولية لتطبيقها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .