العدد 5019
الثلاثاء 12 يوليو 2022
banner
لا خير في جمعية ثقافية أهلية تفرط في الشباب
الثلاثاء 12 يوليو 2022

هل تقوم بعض المؤسسات والجمعيات الثقافية الأهلية بمراجعة دائمة لتعاملها مع الشباب المبدع وإعطاء هذه المسألة وزنا أكبر.
لا خير في أمة تفرط في دراسة ماضيها وتراثها، ونحن نقول لا خير في جمعية ثقافية أهلية تفرط في الشباب وتعتبرهم مجرد أسماء في فهرس، ومجرد ألفاظ عادية متداولة، وهناك أكثر من شاهد على أن تلك المؤسسات الثقافية تهمش الشباب وحتى الناشئة وتبعدهم عن الطريق بدل إدماجهم في الإطار الأوسع، فلا تساعدهم في أي مشروع يتقدمون به، حتى لو كان هذا العمل يؤثر في الحياة في نواح كثيرة وله مردود في الأثر الأدبي، وتتناول كل أثر فني أو أدبي أو ثقافي جديد بالاستهجان والحط من شأنه، وأغلب الذين يتولون عملية النقد والتقييم في تلك المؤسسات لا يصلحون، فبعضهم تنقصه الثقافة وبعضهم تنقصه التجربة أو التذوق، لذلك فهم يبدون من ضعاف الملكة وقاصري الأداء، فضلا عن هذه المقومات التي يجب أن تتوفر في الناقد هناك ركن مهم ونعني به الضمير الأدبي، ذلك أنه لا الثقافة ولا التجربة ولا الذوق الأدبي تجدي إذا كان الضمير الأدبي لا وجود له، وهنا لا شيء يجدي على الإطلاق لأن الضمير يوجه الثقافة ويرشد الذوق ويهدي التجربة.
عندما ترتقي تلك الجمعيات المنابر تلهب الناس الحماس بأكذوبة دعم الشباب وفتح الطريق أمامهم للإبداع وتبني مشروعاتهم، وهذه مسألة لا تقبل النقاش، لكن في الحقيقة هي تقضي عليهم وتقتلهم، فلا توجد ميزانية ولو قليلة للدعم، وتخنق الأصوات التي تحاول الدفاع عن الشباب في مجالس إداراتها، ويجوز أن نحكم على هذه العملية حين نرى ما يدور أمامنا بأنها تناقض صارخ بين النظام الأساسي وما يفعلونه على أرض الواقع والحقيقة.
إنها حرب تعجيزية تأخذ صورة هجوم متعمد ومنظم على الأصوات الشبابية، وهذا واضح وضوح الندوب الحمراء المتوهجة كالجمر على جبهة تلك المؤسسات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية