العدد 5018
الإثنين 11 يوليو 2022
banner
بلديون يخفون فشلهم برموز الشمائل الجميلة
الإثنين 11 يوليو 2022

الأسباب الكامنة وراء ترشح بعض “البلديين” الحاليين لمجلس النواب، هو عدم فهمهم وتحليلهم الوضع العام، لأن عقولهم أصبحت عاجزة عن استيعاب القواعد المتزايدة وقضايا العمل البلدي وحاجات المواطن الواسعة.
مازلت محتفظا بالبرنامج الانتخابي للعضو البلدي الذي يمثل إحدى الدوائر، والمليء بالوعود والمقترحات والتجهيزات، وخط طويل في سبيل دائرة مزدهرة، من مواقف سيارات، وحدائق، وحلول جذرية لسكن العمال، وتغيير كابلات الكهرباء الضعيفة في بعض المجمعات، بل إنه توسع وتعمق ليشمل نواحي حياتنا كافة، وعندما تأتي لأرض الواقع تجد أن البرنامج بأكمله كان مجرد شعارات أو دورات خطابية تستغل لمنفعته الشخصية، حيث كان يضحك على الناس ويوهمهم أنه سيكون عنصرا من عناصر التغيير، وهو الأفضل وسط المترشحين.
لم يحقق من برنامجه ولا 1 %، وكل الأعمال التي قام بها في الدائرة بمقدور أي مواطن أن يقوم بها كاستئجار أو طلب “تناكر الماي”، أو عمال تنظيف وكنس، لكن وراء هذا التناقض، تناقض آخر أعمق وأشمل، يتمثل في ثقته بالنصر وتأديته الأمانة كاملة خلال جلوسه على الكرسي البلدي، وأن الوقت حان ليصل إلى درجة الفعالية التي يصبو إليها وهي الترشح لمجلس النواب، إذ ليست هناك أية حلول مطروحة أمامه، ولابد له من الاستسلام لإرادة الناس كما يقول طوال ساعات اليوم.
إن هذا العمل الذي يقوم به صاحبنا “البلدي الفاشل” دليل على ضيق النظر والتخلف والسلبية واللامبالاة، وفي اعتقاده أنه بوسائله المزيفة للوعي سيكسب أصوات الناس هذه المرة للصعود على أكتافهم إلى مجلس النواب، وكعادته سيضحك عليهم بمساهمته في تغيير واقعهم حسب قوانينه وحلقاته الجهنمية التي حتما ستزيد هذه الأيام، فهو القادر الواعي ومتجدد الفكر وسيد الحكمة والمعرفة والكلمة في الدائرة، ولن يحتاج سوى محاولة واحدة للفوز بالمقعد البرلماني.
هنا لا يسعنا إلا أن نتساءل من جديد: لماذا يحاولون إخفاء فشلهم برموز الشمائل الجميلة ويغتنمون الفرصة من جديد للصعود على ظهر سفينة الكذب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية