+A
A-

الدفع الكهربائي يغزو سيارات الكابريو والرودستر


يقتحم الدفع الكهربائي في الفترة المقبلة سيارات الكابريو والرودستر حيث تخطط شركات عديدة للاعتماد على التيار الكهربائي في موديلاتها المكشوفة الجديدة للاستمتاع بنسمات الهواء العليل مع الحفاظ على البيئة في الوقت ذاته.
وتتمتع موديلات الرودستر بوسائل الراحة حتى أنها لا تختلف عن موديلات الكابريو في شيء، وتساعد الأسقف المعزولة على حماية الركاب من تغيرات الطقس الخارجية مثل البرد في الشتاء.
وبخلاف سيارات الكابريو تحظى موديلات الرودستر بتصميم خاص وبنية هيكلية مستقلة، ولا تعتمد في أغلب الأحوال على أي موديلات من السيارات الأخرى الموجودة. وعادة ما يشير اسم الرودستر إلى السيارات المكشوفة ثنائية المقاعد، والتي تمتاز بوضعية جلوس أكثر عمقا على مستوى الطريق.
وتحظى موديلات الرودستر بإعجاب كبير من قبل عشاق القيادة في الهواء الطلق، حيث تتيح لهم هذه الموديلات المكشوفة معانقة نسمات الهواء العليل ولاسيما خلال فصل الصيف شأنها في ذلك شأن موديلات الكابريو، وإن كانت تختلف عنها بعض الشيء من الناحية التصميمية.
وكشفت شركة تسلا الأميركية المتخصصة في ابتكار المركبات الخضراء عن خططها لطرح أيقونتها الرودستر الكهربائية، التي تتمتع بمعدلات أداء خارقة بعدما تم تأجيل إطلاقها في العديد من المرات.
وتنطلق السيارة السوبر رياضية المزودة بسقف زجاجي قابل للخلع من الثبات إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 2.1 ثانية فقط، بينما تقف سرعتها القصوى على أعتاب 400 كيلومتر في الساعة.
ونقل موقع "موتور وان" المختص في أخبار السيارات، عن مؤسس الشركة إيلون ماسك قوله إن "السيارة ستكون أسرع من أي طراز كهربائي على وجه الأرض".
وأضاف "ستتوفر هذه القدرة الخارقة من التسارع في فئة بعينها، ستطرح ضمن فئات رودستر". وتابع "سنستخدم في تصنيعها واحدة من محفزات السرعة المستخدمة في تصنيع صواريخ شركة سبيس إيكس للفضاء التي يمتلكها.
وتوقع موتور وان طرح الطراز ببطارية خارقة تضخ طاقة بمعدل 250 كيلوواط في الساعة، وتمنح المحرك القدرة على السير حتى مسافة ألف كيلومتر على شحنة واحدة. وإلى جانب تسلا أعلنت شركة فيزمان عن أيقونتها ثاندربال، وهي رودستر كهربائية يزأر محركها بقوة تصل إلى 500 كيلوواط/680 حصانا.
ويعتمد هذا النظام المكون من محركين على بطارية بمدى سير 500 كيلومتر قبل إعادة شحنها. ومن المقرر طرح السيارة الفارهة بسعر يبدأ من 300 ألف يورو.
وتعتزم شركة هينريك فيسكر إزاحة الستار عن أيقونتها رونين الرياضية المكشوفة خلال هذا الصيف. وتمتاز السيارة رباعية المقاعد بسقفها الصلب القابل للخفض.
وتعد شركة ميني أيضا بأن يضم الجيل القادم من السيارة الكهربائية الصغيرة المخطط لها لعام 2023 نسخة كابريو. وتعتبر السيارة الكلاسيكية الصغيرة ميني كوبر أساسا مثاليا لإنتاج سيارة كهربائية، وهذا ما أدركه مركز إيطالي لتجديد السيارات وتطويرها فاختار سيارة ميني كوبر لتحويلها إلى سيارة كهربائية بالكامل.
وذكر مركز أنزوم أوتوموتيف الإيطالي أنه استبدل محركا كهربائيا بقدرة 45 كيلوواط بمحرك الوقود التقليدي في السيارة، مع تزويدها ببطارية بقدرة 14 كيلوواط.
وتتيح هذه القدرة للسيارة قطع مسافة 140 كيلومترا قبل الحاجة إلى إعادة شحن بطاريتها، وهو ما يجعلها خيارا مثاليا للاستخدام داخل المدن وفي الرحلات القصيرة.
وبهذا انضمت ميني كوبر إلى قائمة السيارات الكلاسيكية التي تم تحويلها إلى سيارات كهربائية على يد العديد من الشركات بما في ذلك السيارة فيات 500 وفولكس فاغن بيتلز وفيراري ورولز رويس.
وتقول شركة أزنوم الموجود مقرها في مدينة مونزا الإيطالية إن سيارة ميني كوبر الكهربائية تملأ الفجوة بين الماضي العريق للسيارة كوبر السريعة والتحول نحو السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة في العالم.
واختارت الشركة الإيطالية سيارة من طراز ميني كوبر5 لكي تكون نموذجا اختباريا للتحويل إلى سيارة كهربائية. ومن المتوقع أن يكون سعر السيارة الكهربائية من ميني كوبر أكثر من سعر النسخة التقليدية والبالغ 29 ألف دولار.
أما شركة أم.جي البريطانية فتخطط بدورها لطرح نسخة قياسية من سيارتها الاختبارية سيبرستير، وذلك احتفالا بمرور 100 عام على تدشين العلامة التجارية. وتقول الشركة إنها مناسبة لإحياء ذكرى الرودستر أم.جي.بي، التي استمرت في الإنتاج حتى تسعينيات القرن الماضي.
جدير بالذكر أن سوق السيارات الكابريو الكهربائية يضم حاليا موديلات قليلة أبرزها فيات 500 وسمارت فورتو. وما يجعل هذه النوعية من السيارات تتمتع بالمزيد من الديناميكية أيضا هو قلة الوزن مقارنة بموديلات الكابريو، وهو ما يجعل من القيادة تجربة مثيرة.
ويقول خبراء إن الخاصية المميزة لموديلات الرودستر تتمثل في سلوك القيادة، فالسيارة تمنح في النهاية بما تتمتع به من صغر الحجم وخفة الوزن مع وضعية الجلوس المنخفضة، شعورا بالقيادة الرياضية.
ويأتي هذا الاتجاه رغم أن دراسة حديثة كشفت أن السيارات التي تستخدم الوقود الإلكتروني تنبعث منها كمية أقل قليلا من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بسيارات البنزين أو الديزل العادية، في حين أن السيارات الكهربائية تصدر قدرا أقل بكثير من تلك الانبعاثات.
وتحسب الدراسة التي أجرتها المجموعة الأوروبية للنقل والبيئة، وهي منظمة جامعة تنضوي تحت مظلتها 53 منظمة أوروبية غير حكومية تروج للنقل المستدام، كمية الانبعاثات في الدورة الكاملة للسيارات التي سيتم شراؤها في 2030، ومن بينها عملية التصنيع والتشغيل.
وأشارت تقديرات الدراسة إلى أن السيارة التي تعمل بمزيج من الوقود الاصطناعي المعروف باسم الوقود الإلكتروني والبنزين ستقلل من انبعاثاتها بنسبة 5 في المئة فقط مقارنة بالوقود التقليدي.
في المقابل فإن السيارة الكهربائية التي تعمل بالبطارية والمحرك الكهربائي ستنتج عنها انبعاثات أقل بنسبة 78 في المئة خلال دورتها الكاملة مقارنة بمحرك الاحتراق الداخلي.
وتظهر الدراسة أن أساس حساب انبعاثات الكربون في إنتاج وتشغيل السيارات التي تعمل بالبطاريات هو متوسط مزيج الكهرباء المتوقع في الاتحاد الأوروبي بنهاية هذا العقد.
وكشفت الدراسة كذلك عن أن السيارة الكهربائية أنظف بنسبة نحو 53 في المئة من محرك الاحتراق الذي يستخدم الوقود الإلكتروني البحت الذي يتم إنتاجه باستخدام الطاقة المتجددة فقط.