+A
A-

"أخوة ليلى" دراما واقعية ممنوعة من العرض في إيران


يعود المخرج الإيراني سعيد روستايي إلى الواقع المعيش في بلاده ليستقي منه مواضيع لأفلامه، تكون قريبة من المواطن الإيراني الذي يعيش حياة طبيعية تمر أحيانا بأزمات وأحيانا أخرى تبدو مستقرة، على عكس الصورة دائمة الإيجابية التي ترغب السلطات الإيرانية في ترويجها.
وفي آخر أفلامه “أخوة ليلى” أو “برادران ليلا” الذي لا يتجاوز 165 دقيقة، يروي روستايي قصة حياة أسرة إيرانية بعد تدهور صحة الأب ووقوعها  في براثن الفقر. فتحاول بطلة الفيلم ليلى وضع خطة لإنقاذ أسرتها من الفقر، باللجوء إلى إرث عائلي يحتفظ به والدها إسماعيل سرا.
المخرج سعيد روستايي يروي في الفيلم قصة حياة أسرة إيرانية بعد تدهور صحة الأب ووقوعها في براثن الفقر
ويُثير الفيلم بأحداثه وشخصياته وقصّة العائلة وأفرادها وضعا قد يوجد مثله بسهولة في المجتمع الإيراني بأكمله، المجتمع الذي يعاني نفاقا اجتماعيا، وظروفا اقتصادية قاهرة، وتنتشر فيه البطالة ويعاني أفراده وأسره من انهيار العملة، مع القيود والعادات الدينية المشددة التي تنتصر دائما للرجل على حساب المرأة.
وعرض الفيلم لأول مرة ضمن فعاليات الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي التي انعقدت في شهر مايو الماضي، حينها قال مخرج العمل إنه غير متأكد من أنّه سيتمكن من عرض فيلمه في إيران. ورغم حصوله على الموافقة الأولى من جانب حكومة الرئيس السابق حسن روحاني، إلا أن لا شيء يؤكد أنّه في ظل رئاسة إبراهيم رئيسي ذات التوجه المحافظ، سينال الإذن الثاني المرتبط بعرض الفيلم في دور السينما.
وبالفعل، أعلنت منظمة السينما الإيرانية الحكومية في بيان الثلاثاء رفضها إصدار ترخيص لعرض فيلم “إخوة ليلى”، بسبب ما قالت إنه “مخالفات وامتناع المنتج والمخرج عن العمل وفق المقررات”.
وأكدت المنظمة في بيانها أن الفيلم “أرسل للمشاركة في مهرجان كان من دون أن يمر بالمراحل القانونية”، مشيرة إلى أنها بعد إرسال الفيلم إلى كان دعت منتجه ومخرجه إلى اجتماعات، لـ”حل مشكلة الفيلم، بغية المساعدة وتسهيل مشاركته (في المهرجان) بعد تصحيح المسار”.
ولفتت إلى اتفاق مع القائمين على الفيلم لإجراء تعديلات عليه وإعداد نسخة نهائية منه لعرضها في مهرجان كان، لكنها أكدت أنهم لم يجروا هذه التعديلات.
واتهمت منظمة السينما الإيرانية منتجي الفيلم بأنهم “يصرون على استمرار المسار الخاطئ، وفضلوا عرض الفيلم في مهرجان كان على عرضه في صالات السينما الإيرانية وللمشاهدين في الداخل”.
منظمة السينما الإيرانية تعلن رفضها إصدار ترخيص لعرض فيلم "إخوة ليلى"، بسبب ما قالت إنه "مخالفات وامتناع المنتج والمخرج عن العمل وفق المقررات"
ثمة خطوط حمراء كثيرة في إيران، وتُمارس الرقابة على الأعمال السينمائية على مستويين، إذ تتحقق الحكومة من السيناريو بداية، ثم تدقق في محتوى الفيلم الذي يجب أن يكون متطابقا مع شروطها، وفي حال لم يكن كذلك تطلب الحكومة من المخرج أن يُجري تغييرات في عمله.
وفي حال رفض المخرج إخضاع فيلمه لتغييرات، لا يُعرض العمل في إيران.
وفي ظل هذه الرقابة السائدة، أكد روستايي خلال تصريحات له في مهرجان كان أن “كثيرا من المخرجين يرفضون خيار حيازة الإذن الذي يتيح لهم عرض أعمالهم ويصنعون ما يطلقون عليه تسمية أفلام سرية… يرسلونها إلى خارج إيران”.
ويذكر أن فيلم “إخوة ليلى” هو من بطولة الممثلة ترانة عليدوستي ونويد محمد زاده وبيمان المعادي وفرهاد أصلاني. وحصل الفيلم على جائزة الاتحاد الدولي للنقّاد في مهرجان كان.
وبدأت شهرة روستايي الكبيرة بعد عرض فيلمه الثاني “المتر بستة ونصف”، وهو عمل لاقى استحسان الجمهور والنقاد، وأخرج أفلامه القصيرة الأولى وهو في الخامسة عشرة من عمره قبل الالتحاق بكلية السينما.