لماذا لا تنجح الخطط الإستراتيجية لبعض المؤسسات رغم توافر العناصر المادية لها؟ للإجابة على هذا التساؤل فإني أنقل لكم موقفًا خبرته بنفسي مع الإدارة التنفيذية في إحدى المنظمات بحكم المهمة التي كلفت بتنفيذها من قبل مجلس إدارتها.
تابع الخبير: كانت المهمة القيام بتحليل الفجوة للتعرف على مدى توافر المتطلبات الأساسية للتسجيل والحصول على شهادة الجودة العالمية. تابع الخبير: تحليل الفجوة (Gap Analysis) كما تعرفون وكما تعرّفها بعض المصادر الإدارية هو أنه عملية تحديد الفرق بين الوضع الحالي والوضع المرغوب مستقبلًا في المنظمة. فبعد قيامي بتلك المهمة رفعت تقريرًا إلى مجلس الإدارة بينت فيه أن الإدارة التنفيذية ليس لديها الحماس والرغبة في تبني هذا المشروع. هذا إضافة إلى عدم توافر الثقافة والمعرفة الكافية لديها بأهمية الحصول على هذه الشهادة ومتطلباتها ولا ترغب في تولي رئاسة فريق العمل المكلف بتنفيذه. 
ختم الخبير حديثه: هذا يعني فقدان أهم عناصر النجاح لأي جهد تطويري في أي مؤسسة. فدعم ومساندة والتزام الإدارة التنفيذية هو في الواقع وبناءً على خبرتي يماثل في الأهمية توافر العناصر الأخرى مثل الميزانية والكوادر البشرية المؤهلة. 
سيدي القارئ، مثل ذلك الموقف أمامي وأنا أحضر بعض جلسات المؤتمر الخليجي الذي نظمته مؤسسة (أوريجين) مؤخرًا حول منظومة الأداء الفردي والإجادة المؤسسية. لا أستطيع أن أخفي تفاؤلي بما صرح به الأخ أحمد البنا الرئيس التنفيذي في بداية أعمال هذه الفعالية، إذ قال بأنه سيتم نقل نتائج وتوصيات هذا المؤتمر إلى الإدارات التنفيذية في المؤسسات المشاركة والسعي لمتابعة التفاعل معها من قبل هذه الإدارات وتقديم الاستشارة لها في هذا الشأن إن دعت الحاجة. 
سيدي القارئ، ربما تشاركني التفاؤل في أننا لا نشارك في مثل هذه الفعاليات من أجل المشاركة فحسب، بل من أجل أن نعرف أين وصل الآخرون وأين نحن وترميم الفجوة إن وجدت. ما رأيك؟