في مقابلة شخصية، وجهت ليوسف وكان أحد المتقدمين لوظيفة شاغرة السؤال التالي: ماذا تتوقع أن تتعلم أو تريد من رئيسك المباشر؟ وكانت إجابته:
 أولا: أن أتعلم منه ومن خلال الممارسة فن الاستماع الحقيقي والفاعل. ثانيا: أريده أن يخلق لدي الاطمئنان بأن هناك قائد إداري مقتدر وذا كفاءة يمكن الرجوع إليه للاستشارة ويكون قريبًا من مرؤوسيه. ثالثا: أريده أن يرسخ لدي الثقة بقدراتي وإني مساهم فاعل في تحقيق رؤية المؤسسة وأهدافها. 
أعجبت بإجابة يوسف، ما دفعني إلى توجيه سؤال آخر إليه: ما المطلوب منك لكي تكون فردًا ناجحًا وفاعلًا خلال أداء مهامك؟ الإجابة كانت فعلًا خارج الصندوق – أو هكذا تصورت. إذ قال: أولا: أن أفهم ثقافة المؤسسة وأحاول التكيف معها، وهذا يساعدني كثيرًا في اتباع أسلوب التواصل المناسب مع الإدارة التنفيذية ومع زملائي وبالتالي تفادي النزاعات أو ربما الخلافات. ثانيا: أن أتعرف جيدًا على مهام وظيفتي وعلاقتها بمهام الوظائف الأخرى في الإدارة التي أعمل بها وكذلك العلاقة بين مهام إدارتي والإدارات الأخرى. هذا يخلق التجانس والتكاملية بين الوحدات التنظيمية في المؤسسة. ثالثا: أن أكون قريبًا من زملائي أصحاب الطاقات والسلوكيات الإيجابية فهؤلاء يرسخون لدينا الشغف وحب العمل والإبداع والولاء المؤسسي. 
السؤال الأخير الذي وجهته ليوسف كان: ما تصورك للمؤسسة الناجحة؟ أجابني بعد لحظات من التفكير: أولا: أن تكون لها رؤية واضحة وأهدافًا واقعية وقابلة للتنفيذ شارك في وضعها العاملون، ثانيا: أن يكون لديها نظام حوافز لا يعتمد فقط على منح المكافآت المادية بل يمكن أن يشمل أساليب إثراء الوظائف. فالعامل في حاجة إلى كسر روتين مهامه التي اعتاد عليها لفترة وذلك بتكليفه بمهام ومشروعات إضافية من وقت لآخر. ثالثا: التطبيق السليم لنظام تقييم الأداء أو إدارة الأداء وربط نتائجه بالتدريب والتطوير والترقي ومنح الحوافز. 
 سيدي القارئ، ربما يرى البعض إجابات يوسف غير مألوفة ولكننا قد نتفق بأنها واقعية. ما رأيك؟